خالد الفيصل يحدد مفهوم النقد

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

لا أعرف لماذا اعتبر البعض أن الأمير خالد الفيصل قد وجه رسالة ضد النقد ضمن حديثه في النادي الأدبي مساء الثلاثاء الماضي في حين أن الأمير قد أكد على أهمية النقد الهادف الذي ينطلق من أسس ومضامين حقيقية تدعم النقد الذي رحب به الأمير وأكد على مكافأته عندما يرتكز على الحقائق .
ومن خلال هذا الجانب أستطيع القول : إن خالد الفيصل قد أحدث صدمة ثقافية في مشروع كبير ينطلق نحو مواجهة ثقافة الإحباط حين رسم خطوط العرض والطول في إشارة واضحة للانفلات في الرأي الذي يمارسه بعض المجتهدين الذين يتعمدون الإيغال ضد المنجزات والتبرع بترويج الإشاعات . وفي الوقت نفسه تأكيد على تصحيح مسار الرأي نحو الأهداف الوطنية وتجسيد مبدأ حرية التعبير ضمن أخلاقيات مهنية ترتقي إلى مستوى المسؤولية نحو المتلقي . وليست مصادرة للرأي . بل أستطيع التأكيد هنا على أن خالد الفيصل من أهم المدافعين عن حرية التعبير وقد أعرب أكثر من مرة عن ارتياحه للمرحلة التي تحققت في هذا الجانب بل أن سموه من الداعمين لتوجه فكري ينطلق منه المثقف السعودي على أساس من المبادئ الدينية والوطنية .
وهنا أريد أن أقول : إنني لا أنافق للأمير فهو ليس بحاجة إلى من يدافع عن قناعاته خاصة أنه يدرك جيداً أبعاد الكلمة وحجمها ودقة تفاصيلها سواء كان متحدثاً أو مستمعاً .
وبالتالي فهو يشكل \” معضلة \” كبيرة لمن أراد أن يتحدث إليه واقفاً في منبر الكلام، أو جالساً يدلي بدلوه في صالة الاستقبال . وكم اشفقت على بعض المتحدثين الذين طلبوا المداخلة من منبر النادي الأدبي لأنهم لا يدركون أن خالد الفيصل في حد ذاته \” مشكلة \” في هذا الجانب .
وإذا كان أمير منطقة مكة المكرمة قد انتقد طرح من أسماهم بـ \” المحبطين \” فإن ذلك الطرح الذي يمارسه البعض قد جاء نتيجة فتح باب الرأي من خلال وسائل الإعلام لتحريك الساحة حول القضايا الوطنية في تأكيد على عدم المصادرة من قبل الدولة . خاصة بعد أن أضاف مشروع الحوار الوطني منبراً آخر كان ومازال أكثر شفافية في الطرح .
غير أن كل هذه المعطيات قد أفرزت عناصر وضعت نفسها في صورة \” المعارضة الغبيَّة \” ضد كل منجز .. حتى وإن كان خارج مفهوم هذه العناصر التي اقتحمت الرأي من أجل الدعاية الشخصية .. أو على طريقة المثل الشعبي القائل : \” خشوني لا تنسوني \”.
وبالتالي فقد شكلت \” طفرة \” الرأي في المملكة التي حدثت في السنوات الأخيرة شرائح من \” المتبرعين \” بالكتابة واعتلاء منابر الكلام دون هوية ثقافية وهم أشخاص لا يقلون خطورة عن المتطرفين في الدين الذين يقحمون أنفسهم في الفتوى الشرعية دون معرفة بالدين .
ومن ثم فإن ما جاء في حديث الأمير خالد الفيصل من مضامين في محور النقد تعد ملاحظات هامة لتحديد المفهوم الحقيقي للنقد الذي يريده المجتمع .. والذي يرتكز على الحقائق من مبدأ البُعد الثقافي والمسؤولية الوطنية وأخلاقيات المهنة بعيداً عن \” النرجسيَّة \” التي يغرق فيها البعض .
[ALIGN=LEFT]nsr 2015 @hotmail . com[/ALIGN]