حينما تتحول الصدفة إلى أجمل قدر
لا أحد يدرى ماذا يوجد وراء كل باب من أبواب القدر ، هناك أبواب نقابلها بمحض الصدفة فى رحلة الحياة المتعبة المرهقة لنتفاجأ بأنها الأجمل ! !
هناك أشخاص يدخلون حياتنا بالصدفة البحته لكنهم يصبحون بين ليلة وضحاها أهم الأشخاص بها ، خاصة بالأوقات التى كنت تعانى بها من التعب أشد معاناة فالأحزان التى إشتدت بالأمس عليك وتوحشت ما كانت إلا لتعطيك دروساً قاسية فى الحياة تجعلك أكثر تمسكاً بما سيأتيك وأكثر قوة وصلابة
تأتى مُتعب ومرهق من رحلتك الشاقة الطويلة التى فقدت بها أشياء لا يمكن أن تُعوض من جديد ، إفتقاد لأشخاص ، أماكن ، أحداث ، ذكريات لا تنسى ووجوه لن يمحيها من ذاكرتك الزمن
عندما تقترب من هذا الباب لتفتحه وأنت تجهل كل التفاصيل خلفه تكون وصلت لمرحلة من اللامبالاه وعدم الإكتراث فمهما حدث لن يمضى أصعب مما مضى ولن ينتظرنا شقاء أكثر مما فات
ليفاجئك القدر بأنك أمام الأجمل والأروع ، أشخاص لم يكن بمخيلتك أن تكون الأرض تحمل مثلهم من الأساس ، أشخاص أكثر حكمة ، نقاء ، روعة ، كلما تحدثوا إزدادوا بريقاً فى عينك وكأن الجمال خلق لهم أو إنه إكتسب جمالاً منهم
فى وحشتك ووحدتك وبحر أحزانك تجدهم بمجرد بضع كلمات بسيطة يأخذونك من أقصى الحزن إلى أقصى الفرح ، من قمة التعب إلى قمة الراحة ، من البكاء بحرقه إلى الضحك من القلب
أجمل الأقدار تلك التى لا نحسب لها وننتظرها ، بل تلك التى تأتى على غفلة فى رحلة الحياة وكأننا على موعد مع السعادة فالأمان الذى إفتقدناه بالأمس أصبح هناك بريقاً جديداً له اليوم
تلك الدموع التى ظننت يوماً أنها لن تُمحى بدأت تُمحى ، مشاعر الخوف التى باتت تقتلك خوفاً ورعباً من قبل بدأت تتبدل بالطمأنينة والسكينة من جديد
نفس الدفء وكأن الشمس أشرقت من جديد ، هناك أشخاص يدخلون حياتنا بالصدفة نجدهم الأجمل والأروع وجودهم يشبه نسمة الصيف أو لمسة الدفء فى يوم من أيام الشتاء القارس
هناك أشخاص وجودهم يشعرك بسعادة كسعادة طفل ينتظر بلهفة الصباح ليلة العيد ، هؤلاء إن وجدتهم فى يوم من أيام حياتك التى لم تحسب لها فى زحام همومك أترك كل شيئ من أجل أن تكون معهم
لا تفكر كثيراً فقط كُن بجوارهم ، تمسك بهم جيداً فهؤلاء ليس لهم بديل أو أشخاص يستطيعون سد فراغ أماكنهم ، لا تعطى فرصة للزمن أو لنفسك أن تمضى بعيداً عنهم تمسك بهم جيداً حتى تنجوا بإنسانيتك من تلك الغابة المُوحشة التى تعيش بها ، فأنت قد أنعم الله عليك بأحد الهدايا الربانية التى لا تعوض
تحية حب وسلام إلى هؤلاء الرائعون أينما كانوا وأينما حللوا . . .
التصنيف: