حوار الأديان ماله وما عليه

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

كم أسعدنا خبر تأسيس (مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات) في فيينا العاصمة النمساوية،مدينة الجمال الساحر، الذي سيفتتح رسمياً فيما بعد ، حيث لو نجح،حتماً سيغير العالم بل يحقق السلام الشامل، خاصةً أن فكرة المركز نبعت من بلاد الحرمين بلاد أخر ديانة سماوية ، وتحت شرف مسمى ملكها رعاه الله.
ولكن الأهم على شعب هذه البلاد المباركة أن يحسنوا ويحترموا كافة الطوائف والأديان سواء الوافدين إليها أو المقيمين فيها ، وخاصاً من تولوا مهام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يتدبروا هذا الأمر بكل حرص في احترام معتنقي الديانات ، حيث لو حدث أي إساءة في ظل انتشار الإعلام السريع ، حتماً سوف يؤثر ذلك سلباً على المركز وعلى سمعة المملكة بالخصوص ، ويعرقل المسير والبناء لهذا المركز الذي لم يتأسس عبثاً ، بل جاء لتوحيد الإنسانية من أجل الإنسان وكرامة الإنسان وحمايته من التطرف الديني وغير الديني بل حماية المتطرف من نفسه المشحونة بالحقد والكراهية للأخر.
فجميع الأديان أساسها تتفق على السلام والرخاء في العيش واحترام حرمتها في العبادة ، والبعد وعدم التدخل في حرية الإنسان كفرد طالما هو مسئول عن تصرفاته ولا يؤثر ذلك سلباً على الأخر . لكن مع مرور الزمن زادت حدة التطرف من أربابها مما زاد الصراع في العالم أجمع ، حتى بات الدين متهما أولا كمخدر في عقل الإنسان وتركيبة المجتمع ، وإن نتاج الفقر هو المسئول أيضاً .
وعلى هذا المركز مستقبلاً أن يوضح العوائق ويحل المشكلات جذرياً والبحث عن حلول تجمع الأديان على كلمةٍ واحدة ، أن تؤمن أن الإنسان أولى من كل شيءٍ ونعني بها كرامتهُ وحياتهُ والعيش في أي ارضٍ يمكثُ بها بحريةٍ وسلامٍ يمارسُ فيها عاداتهُ وطقوسهُ في عبادتهِ دينهِ ، والبعد كل البعد عن المفارقات التي تشكل عائقً وصراعً وتحّول دون تقدم.
لم يمر على تاريخ البشرية أبداً اجتماع وتبادل أفكار وثقافة أديان في بلد أوربي لتقبل فكرة من بلد عربي مسلم مهبط الوحي ، فهذا الأمر جميل جداً ، يقص جذور الإرهاب ويشل حركته . وفي ظل تقبل حوار وثقافة الدين الأخر أن نكون منصتين ومنصفين لنحقق الوصول إلى طريق الاستقامة في تحقيق العدالة الاجتماعية من احترام وتعاون ومحبة وإخاء ومساواة ، فجميعها تحقق دين الإنسانية النابع من عدالة السماء، وبهذا ليس بمقدور أي إنسان واعٍ ومثقف الالتفات إلى الاختلاف الديني أو العقدي .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *