[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

يُحسب لمجلس الشورى اختياره التوقيت المناسب لموضوع يُعد الأهم من حيث التناول الذي كان فيما مضى يُعد شيئا من التَّرف وإضاعة الوقت باعتبار أن الطفولة لا تحتاج لهذا الاهتمام لمجتمع درج على العفوية وترك الإشكاليات الأسرية تتصادم حتى تجد حُلولها بطريقة الصُّدفة أو تنقرض بمرور الوقت وأن مرحلة الطفولة وما يليها من مراحل عُمرية تمر مرور الكرام بعفوية لا تلبث أن تصل لدرجة التصحيح والاستقامة مهما اعتراها من أخطاء تربوية وتصرفات سلوكية من المُمكن أن تسير جنبا إلى جنب مع الطفل حتى مع تقدمه في العمر مرورا بمرحلتين من أخطر المراحل العُمرية \” المراهقة والشباب \” حين يتخطاها مهما كانت درجة نضجه وتحمله لمسؤوليته وانفراده بتكوين أسرة مستقلة قادرة على الإنجاب لها متطلباتها وعليها واجباتها لابد من القيام بأدائها مهما كانت الصُّعوبات التي ستواجهها وهكذا تمر دورة حياة هذه الأسرة الحديثة ومكمن الخطأ يأتي من ثقافة تداولتها الأجيال في زمن مضى اعتمدت في تربيتها على القدوة حتى وإن وُجدت في حاضر أيامنا هذه إلاّ أنها مثقلة بزحمة أعباء الحياة وتراكماتها وكثرة المسؤوليات الوظيفية المترتبة على الآباء والأمهات القيام بها.
ولا يمكن أن تكون هذه المُعطيات مثار انتقادات موجهة لمجتمعنا المعاصر فلكل مجتمع خصائصه وفق المراحل الزمنية التي يعيشها وعلينا أن نُقدر لمجلس الشورى ورئيسه ونائبيه وأعضائه المُوقرين أن يُتيحوا هذه المساحة لتناول مثل هذه القضايا المُلحَّة التي ترتبط بمستقبل الأسرة والمجتمع ارتباطا مباشرا وتعكس صورة إيجابية لثقافة المجتمع في حاضره ومستقبله وما يتمتَّع به من وعي وإدراك لمسؤولياته ومن الشفافية أن يكون لدينا العديد من التساؤلات وصولا لإجابات واضحة حول مُحدِّدَات علمية لمعرفة الأسباب الجوهرية التي من خلالها أدت لإهمال حقوق الطفل طيلة سنوات مضت وأصبح العديد من الأطفال يعيشون حالة فراغ تصل لدرجة الانفصام بينهم وبين أسرهم وبالتالي مع مجتمعهم قد تُعرِّضهم لحالات عُنف وانتهاك لحقوقهم المشروعة لابد أن نستمع إليها بمفاهيم علمية لا تغيب عن تخصصات أكاديمية وتربوية تضمها قبة الشورى كملاذ آمن بعد الله وضعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله كامل ثقتها للاستنارة بمرئياته المعتدلة ومع كامل الثقة لهذه المرئيات فمن المُمكن الاستعانة ببعض الجامعات السعودية وكلياتها المتخصصة ومراكز أبحاثها وتجاربها بهذا الشأن بحيث تغطي كافة مناطق المملكة جغرافيا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *