محمد السرار

\”الكف لا يقف في وجه المخرز\” عشقت هذه المقولة التي أتت كختام لمسلسل أظنه سورياً أو أردنياً قديماً شاهدته في طفولتي يحمل اسم \”الكف والمخرز\” وعندما كبرت علمت أن عنوان المسلسل هو عنوان قصيدة نظمها الشاعر الشهيد \”سعيد المزين\”. تداعب هذه الكلمة عقلي عندما أرى أطفالنا يعيشون حياة لم نعشها، ويرون أشياء لم نراها فحسب،بل إننا لا نراها الآن معهم.
هذا الجيل الصاعد والقادم بقوة يتصل مع أطفال الأرض كافة من خلال ألعابه وبراعته في استعمال أجهزة الاتصال الحديثة. يلعب مع أقرانه ألعاب الشبكة ويتواصل معهم من خلال مواقع الاتصال ويتبادل وإياهم روابط اليوتيوب ويتابعهم على التويتر، يتشاطرون هموم طفولية عالمية يشتركون فيها كلهم، يعلمون بعضهم خدع الالعاب، وخبراتهم في مجالاتهم التي تجمعهم.
سيكبرون كذلك وسيكون إتصالهم بذلك العالم اتصالاً قوياً صنعوه بأنفسهم، وعندما يصلون لإدراك واقع الفروقات الاجتماعية، ستكون الصدمة في انتظارهم، وسيرون كيف أن أصدقاء طفولتهم ينعمون بالحرية الفردية، والانطلاقة الفكرية والقدرة على التعبير عن الذات بدون الأخذ في الحساب ما سيظنه من حولهم.
هل نظن كعرب أننا نعالج المشكلة التي نواجهها الآن بالطريقة الصحيحة؟ هل نحن جاهزون للطوفان الذي بدأ بالفعل بالاندفاع؟ هل نخطط أن نكون جزءاً من تاريخ هذه الأجيال وقيمهم وخططهم؟ أم أننا سنكون مجرد هفوة في ماضيهم يحاولون محوها، ويحملونها وزر كل تأخر يعيشونه؟
ذلك اليوم قادم لا محالة، وطبيعة الدنيا أن لا تبقى على حالها، فماذا سنكون حينها؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *