جذر مشكلة الإسكان !
في الغالب نهتم بوضع حلول مؤقتة لمشكلة مستمرة ، وفي هذه الحالة يكون الحل جزئيا فقط بمعنى أن المشكلة ستظل قائمة مالم توضع حلول مدروسة لجذر المشكلة وليس لفروعها .
ومشكلة الإسكان في المملكة تتزايد من عام لآخر مع التزايد السكاني العالي .
وإذا كان الاحتياج مثلا لإيجاد ما يقارب مليون وخمسمائة مسكن في هذا العام فإن العدد ربما يزيد عن الضعف بعد عشرة أعوام تقريبا خاصة مع كثرة عدد الزيجات يتبعها وقوع نسبة ليست قليلة من حالات الطلاق..التي تزيد أيضا في الاحتياج ، لاسيما وقد تغير نظام الأسرة السعودية من الممتدة إلى النووية .
وقد يكون من المناسب إقامة مدن جديدة على أطراف المدن الرئيسة لتوفر المساحات الكافية التي تخص الدولة . وقد يكون التمدد الأفقي المناسب لبعض المدن ذات الفضاء المكاني الواسع فيما يتناسب التمدد الرأسي في العمران للمدن التي تعاني من ضيق المساحات ويمثل جانبا من الحلول لاستيعاب الأعداد المتزايدة . وإن كان لكل منها بعض السلبيات ، إلا أن كفة الإيجابيات ترجح لاعتماد مثل هذه الحلول.
والمشكلة تتفاقم في ظل الاعتماد على استيراد مواد البناء والتي يتزايد ارتفاع قيمتها من عام لآخر .
فمنازلنا ذات هويات متنوعة حيث الأدوات والتأثيث المستوردة من الخارج ، ومع الأسف لا نجد سوى القليل جداً جداً مما يُصنع في الداخل رغم توفر الخامات التي يمكن استثمارها .
وتتشظى المشكلة الأساسية إلى مشكلات أصغر مما يساهم في إهدار مليارات الريالات لصالح الدول المصدرة ، وبطبيعة الحال ينعكس تأثيرها على اقتصادنا الوطني وتقلل من فرص العمل لشبابنا.
فوجود المحاجر العديدة والمصانع المختلفة يحقق الكثير جداً من فرص العمل ، ويساهم في التسريع بمعالجة مشكلة الإسكان . وعندما نطلق مثل هذه المقترحات في إطار الأمنيات والأحلام فأنها ليست غائبة عن أذهان المعنيين . لكن الأمنية في حال بناء مدن حديثة أن تكون مكتملة الخدمات من الأساس حتى نسلم من الخسائر الفادحة من جراء الحفر والدفن الذي أصاب شوارع مدننا، وأعطب جمالياتها.
التصنيف: