رغم وقوع عدد من المدن على ساحل البحر الأحمر (بحر القلزم قديماً) الا أن مدينة جدة استطاعت بكل جدارة كسب لقب عروس البحر الأحمر, وفي اعتقادي أن هذه التسمية لم تأت من فراغ , فموقع المدينة المميز بالإضافة الى ما اشتهرت به من انفتاح على العالم ومواكبة كل ماهو جديد كان كفيلاً بأن يطلق عليها هذا اللقب , ناهيك عن ما انفردت به المدينة من تطور عمراني و تجاري و اقتصادي و سياسي و فني و رياضي مبكر دون أغلب المدن الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
تطورت مدينة جدة وازدهرت بشكل كبير و متسارع خلال العقود الماضية وذلك لما لها من أهمية عالمية كبيرة , حيث أنها كانت وما زالت البوابة الأولى لزوار و حجاج بيت الله الحرام سواءً براً او بحراً او جواً , وتُعد المدينة المركز الرئيسي للتجارة من حيث الاستيراد والتصدير مما جعلها مركزاً للمال والأعمال في المملكة العربية السعودية ومرفأ رئيسياً لتصدير البضائع غير النفطية ولاستيراد الاحتياجات المحلية. وتضم ايضاً المئات من البنوك العالمية والمحلية يتضمنهم البنك الإسلامي للتنمية. ولذلك تٌعتبر مدينة جدة العاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة ، فيرتادها ملايين السائحين سنوياً كوجهة أولى من ضمن المناطق السياحية في المملكة. فهي المدينة الأكثر عمراناً وتقدماً حيث أنها تحتوي على المئات من المجسمات الفنية الفريدة من نوعها منتشرةً في شوارعها وميادينها علاوةً على احتوائها للكثير من ناطحات السحاب التي تُعبر عن مدى التقدم التكنولوجي والمعماري التي وصلت إليه هذه المدينة وتمركزها ضمن صفوف المدن العالمية , فيعد برج المملكة بموقعه المطل على البحر الأحمر أعلى ناطحة سحاب في العالم عند الانتهاء من تشييده.
ولجدة العديد من المعالم التي جذبت الأنظار إليها واكسبها شهرةً في المحافل الدولية والمحلية كان ثمرته أن سُجلت تلك المعالم في موسوعة غينيس للأرقام القياسية , يذكر منها على سبيل المثال نافورة الملك فهد (نافورة جدة) والتي تعد أطول نافورة في العالم حيث أنّ مياهها تتدفق لما يزيد عن ارتفاع 312 م ويمكن رؤيتها من كلّ أنحاء المدينة. وكذلك ميدان خادم الحرمين الشريفين الذي يحتوي على أطول ساريه في العالم حاملةً علم المملكة العربية السعودية يتوسطه شهادة التوحيد , بالإضافة إلى ميدان الدراجة الذي يحتوي على أكبر دراجة في العالم . أما عن تاريخ المدينة العتيق , والذي كان ومازال له دوراً في إعلاء اسم المدينة ً فقد تم تسجيله (جدة التاريخية) في منظمة اليونيسكو عام 2014 م كموقع تراثي عالمي لما تحتويه من بيوت ومعالم أثريه عريقه يمتد عمر البعض منها الى الثلاثة أو الأربعة قرون.
ويعد الكورنيش وأبحر (الجنوبية والشمالية) ومنطقة الحمراء من أبرز المعالم التي تضم العديد من الأسواق والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي والمنتجعات البحرية (الكبائن) ، كما يوجد بها العديد من الأنشطة الترفيهية مثل الملاعب و حديقة الأسماك و مدن الملاهي. بالإضافة الى جوهرة الملاعب الرياضية الا وهو ملعب الجوهرة (مدينة الملك عبد الله الرياضية) ناهيك عن وجود العديد من الرياضات البحريه مثل الغوص والجت سكي وغيره التي يرتادها السكان و الزوار. و لأن مدينة جدة اتسمت بالجمال بكل ما تحتويه من مرافق او بيوت او معالم سواءً كانت تاريخية قديمة أو حديثة متطورة فإن المدينة اكتسبت واستحقت لقب عروس البحر الأحمر , فهي عبارة عن متحف مفتوح تحت أشعة الشمس يحتوي على العديد من المنشئات و المجسمات الجميلة.
حقيقةً , إن لمدينة جدة الكثير من الأفضال والمميزات والتي تحتاج الى كُتب ومجلدات لإيفائها حقها , فهي المدينة التي كٌتبت لها أروع الأشعار و تغنى باسمها أقدر المطربين. انها المدينة السباقة التي جمعت بين الماضي و الحاضر بكل ما تعنيه كلمات الجمال والعراقة والازدهار لتقدم لوطننا الغالي أجمل عروس على شاطئ البحر الأحمر.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *