[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ.د. مها بنت محمد العجمي[/COLOR][/ALIGN]

إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يقوم بخدمات جليلة وإنجازات رائعة، فعنايته بالمصحف الشريف وطباعته، واستقطاب كبار علماء القراءات والتجويد والرسم من كل الأقطار، والمفكرين المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وكذلك السنَّة النبوية المطهرة والمقرئين والدراسات والندوات العلمية المتخصصة والأبحاث والتسجيلات والنشر عبر موقع المجمع على الإنترنت وغيرها ، وتوفير كل السبل والوسائل والدراسات والأبحاث كلها جهود كبيرة واضحة تصب في خدمة القرآن الكريم وهي مفخرة للأمة الإسلامية جميعها.
وإن كل ما يقوم به المجمع يصب في خدمة الدين وتحريره مما دخل عليه من جهل الجاهلين ويعيد ثوبه ناصعاً كما بدأ، فتنظيم ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم بهذه الأسس السليمة وبهذه المتابعة الدقيقة عمل جليل من عقول نوّرها الله تعالى، وأعدها لخدمة دينه استجابة لمتطلّبات العصر مع الحفاظ على ثوابت حضارة أمّتنا الإسلاميّة.، كما أن الكثير من العلماء والمفكرين والمتخصصين في علوم القرآن الكريم وعلوم السنة النبوية المطهرة قد استفادوا من إقامة المجمع لهذه الفعاليات والأنشطة المتنوعة على مدار السنوات الماضية، فقد قدم المجمع العلوم النافعة، للكثير من طلبة علوم القرآن الكريم، وكذلك طلبة علوم السنة النبوية الشريفة، وهذه الجهود توفرت في هذا المجمع المبارك بجهود القائمين الصادقين على أمانة هذا الصرح الكبير الذي يشع علماً وحكمة ونبراساً لخدمة المسلمين في أقطار العالم أجمع.
وهذه الندوات العلمية المتخصصة تعد من أبرز صور العناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى دورها الفعّال في تشجيع التواصل بين الباحثين . فهذا الملتقى يعد تشجيعاً لخطاطي المصحف الشريف وفرصة رائعة للتواصل بينهم وكذلك المهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي، كما يعطي فرصة للتعارف وتبادل الخبرات وإبراز لجهودهم الجبارة .
وهذا الاجتماع بمثابة جامعة صغيرة يستفيد منها العالم والمتعلم. لما له من أهمية كبيرة في الكشف عن الطاقات والمواهب لأن هذه المواهب لا تظهر إلا بالتشجيع والتقدير, ولا يستمر التطور والإبداع في أي اختصاص من العلوم والفنون إلا باللقاءات المستمرة, سواء بالندوات أو المعارض, يجري البحث فيه حول ما وصل إليه هذا الفن من نضج وتطور نحو الكمال, وذلك بأن الخط العربي فن أصيل, وتراث مهم, وسجل تاريخي بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية, فقد قيل في تعريف الخط \”إنه لسان اليد, وسلاح المعرفة, وناقل الخبر, وحافظ الأثر\”.
وإن اجتماع العلماء والمفكرين إلى جانب الخطاطين والمهتمين في ملتقى واحد لتبادل وجهات نظرهم، والعمل على توعية المسلمين عمل جليل ونبيل ، وهو مايسعى المجمع لتحقيقه. وهو النهج الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، والمتمثل في الالتزام بكتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم في جميع أعمالها وتعاملاتها في الداخل والخارج، والاهتداء بهما قولًا وعملًا، وجعلهما المرجع والأساس في جميع شؤونها.و أخيرا نتمنى أن يواصل المجمع جهوده المكثفة لنشر الوعي الإسلامي، وتعميم الفهم العميق لمعاني القرآن الكريم .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *