جاء شعبان فماذا أنت فاعل

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمود إسماعيل شل[/COLOR][/ALIGN]

ورد في الأثر : \” إِنَّ لِرَب ِّكُم في أيَّامِ دهركم لَنَفَحَاتٍ، أَلاَ فَتَعَرَّضُوا لَهَا \” .. وها هي الأيام والشهور تمر بنا ونتعرض لنفحة طيبة نحتفي فيها بقدوم شهر \” شعبان \” الذي هلّ علينا بالخير والطاعات، فيستعد فيه الصالحون ويتسابقون، ويراجع فيه العاصون أنفسهم، ليتوب الله فيه على من تاب .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : \” كَانَ رسولُ اللهِ ي َصُومُ حتى نقول : لا ي ُفْطِر، وي ُفْطِر حتى نقول : لا يَصُوم، وما رأيتُ رسولَ اللهِ استَكْمَلَ صِيامَ شَهْرٍ إلاَّ رمضانَ، وما رَأيتُه أكثر صيامًا منه في شعبان \” رواه البخاري ، وفي رواية لمسلم : \” كَانَ ي َصُومُ
شَعْبَانَ كُلّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاّ قَلِيلاً \”.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهَِّ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْر ًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَينَْ رَجَب وَرَمَضَان وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَْعْمَالُ إِلَى ر َبِّ الْعَالمَِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ ي ُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ . سنن النسائي .
ويدل كلامه صلى الله عليه وسلم على استحباب عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، كما كانت طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون : هي ساعة غفلة، ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق \” لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة، فلماذا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم إحياء الوقت المغفول عنه في شعبان بالطاعة؟ !
1- حتى يكون أخفى للعمل لأن إخفاء النوافل وإسرارها أفضل، وخاصة الصيام .
2- لأن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس، ولأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين \” لقوله صلى الله عليه وسلم : \” العبادة في الهرْج كالهجرة إلي .
شعبان شهر السقي !
كان السلف الصالح يقولون قبل أن يدخل رمضان بستة أشهر : \” اللهم بلغنا رمضان \” .
وكانوا يقولون : شهر رجب شهر البذر، وشهر شعبان شهر السقي، وشهر رمضان شهر الحصاد، ولن يحصد من لم يزرع، ومن زرع ولم يسقِ مات زرعه أو ذبل .
ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن والصدقة .
وقال سلمة بن سهيل : شهر شعبان شهر القراء .
وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء .
وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .
ماذا أنت فاعل؟؟ يقول حكيم : إذا أنتَ لم تَزرع وأبصرتَ حاصدا، ندمت على التفريطِ في زَمنِ البَذرِ .
ها هو قد انقضى شهر رجب الحرام، وجاء ضيف غالٍ عزيز، فماذا أنت فاعل فيه؟ ! شاركنا برأيك في كيفية استثمار شهر شعبان الكريم، عسى أن ينتفع برأيك الآخرون

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *