ثلاث صفعات على وجه إسرائيل

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد كلوب[/COLOR][/ALIGN]

إسرائيل دولة الاحتلال العنصري, والمغتصبة لوطننا فلسطين, تعرضت لثلاث صفعات موجعات على وجهها في مدة لا تزيد عن شهرين, والمثل يقول ضربتان على الرأس قد تفقدان الشخص حياته, فما بالكم بثلاث ضربات موجعات.
وهنا أجد أنه من الواجب علي أن أوضح حقيقة قد يغفل عنها البعض في لحظة يأس أو تراجع أو جزر في القضية الفلسطينية عربيا وعالميا, وكل ذلك إما بسبب خلافات فلسطينية فلسطينية وتناحر على السلطة, أو بسبب تأمر خارجي وتقاعس عربي, فيعتقد البعض أن الفلسطينيون قد تقاعسوا عن أداء واجبهم الوطني أو أن قضيتهم أصبحت من الدرجة الثانية أو الثالثة, وأنه لم تعد لها تلك الأهمية أو الزخم في غمرة الأحداث التي نراها في منطقتنا العربية.
وهؤلاء بحق لا يعرفون الشعب الفلسطيني حق المعرفة, ونسوا أو تناسوا أن هذا الشعب, من أكثر شعوب الأرض تضحية وفداء وبذلا وعطاء, وأنه ان هدأ فترة يثورون من جديد كالبركان, هذه حقيقة الشعب الفلسطيني المناضل والصابر والكاظم الغيظ, وهذا هو طائر الفينيق الفلسطيني الذي ينطلق من جديد من بين الركام.
وأما الصفعات الثلاث التي تعرضت لها دولة الكيان الصهيوني فهي كالتالي :
أولا : انتصار الشعب الفلسطيني في حرب الأيام الثمانية:
لقد أعدت المؤسسة العسكرية الصهيونية عدتها من أجل اجتياح قطاع غزة في معركة جهزت فيها كافة إمكانياتها وقدراتها العسكرية لها, وكان كل المراقبون يرون عدم التكافؤ سواء في العدد أو العتاد, وعندما بدأت المعركة فوجئ العدو بقدرة المقاومة على الرد الموجع, وكذلك قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والتحدي, وأنه ولأول مرة يتوحد الكل الفلسطيني ومن كافة الفصائل ضمن غرفة عمليات مشتركة, حيث كان يتم التناغم فيها وتوزيع الأدوار في قصف الأهداف الإسرائيلية ان كانت عسكرية أو مدنية, ولقد لاحظ الجميع ولأول مرة مدى الهلع والذعر الذي أصاب العسكريين الإسرائيليين قبل المدنيين.والشق الثاني تحرك الجماهير الفلسطينية في الضفة وتصديهم لقوات الاحتلال, وكذلك تحرك كافة أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم في الشتات, كل ذلك شكل دعما حقيقيا لأهلنا في قطاع غزة, وحفزهم أكثر على مواجهة العدوان والصمود رغم سقوط الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والمنشئات العامة والخاصة, فكان كل الشعب الفلسطيني يقاتل كل على طريقته الخاصة, فكان الانتصار ومن ثم اندحار قوات الاحتلال التي لم تستطع دخول قطاع غزة خوفا من خسائرها البشرية التي لا تستطيع المؤسسة العسكرية الصهيونية تحملها.
ثانيا :وأما الصفعة الثانية, فكانت حصول فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة:
والتي تحدى فيها الشعب الفلسطيني ممثلا في قيادته الوطنية برئاسة الرئيس محمود عباس \”أبو مازن\” كافة الضغوط المطالبة له بعدم الذهاب الى الأمم المتحدة, حيث حصلت فلسطين على مائة وثمانية وثلاثون صوتا رغم كل الضغوط التي مورست من قبل أمريكا واسرائيل مطالبة بعدم التصويت لصالح فلسطين.
فكان هذا الانتصار الثاني لفلسطين, والذي مثل الصفعة الثانية على وجه اسرائيل, ولقد كنت أتمنى لو أن هذا تم قبل نهاية العام 1999م ,لربما كان الحال أفضل بكثير مما نحن عليه الآن.
ومع ذلك فقد تحقق لفلسطين ما أرادته قيادتها السياسية, والذي بدأ الخصوم في تنفيذ مؤامرة معاقبة الفلسطينيين على ما تم في الأمم المتحدة, باعتباره خروجا عن النص, وخروجا عن المألوف, ومع ذلك فان شعبنا الفلسطيني وقيادته قادرون على تجاوز الأزمة.
ثالثا : وأما الصفعة الثالثة ,فلقد تمثلت بالهبة الجماهيرية غير المسبوقة في الاحتفال بالذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة المارد الفتحاوي.
وهذه الاحتفالية كانت بمثابة عرس فلسطيني من الطراز الأول وهذه كان وقعها على إسرائيل وقع الصاعقة, وكانت ضربة معلم كما يقولون والمعلم هنا هو الشعب الفلسطيني الذي وجه رسائل عديدة للجميع .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *