توعية الحجيج بين وزارتي الحج والإعلام (2-4)
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]
اشرت في المقالة السابقة إلى انه قبل عشر سنوات وبعد أن لم نجد صدى لما نكتبه رفعت دراسة نقدية لموقف شركات العمرة الخارجية وكثيرا من سلبيات الحج وتلقيت بعد شهرين آنذاك تجاوبا كريما مطولا من معالي وزير الحج يومها الأستاذ/ إياد مدني وسبق أن ناقشت تلك الرسالة على مدار (6) حلقات في حينها في هذه الصحيفة وغيرها من منابر الإعلام واليوم أستكمل الحديث مشيرا إلى أن التوعية هنا ليست دعاية ولا تطبيل بل حقائق تفيد الحاج بمعرفته بها، وتجعل حجه مطمئنا ويسيرا فالحاج حينما يكون على اطلاع ويدرك أن المملكة العربية السعودية، حققت من المنجزات العظام الشيء الكثير يرتاح نفسيا ولا يعد ذلك وهجا إعلاميا بقدر ماهو باعث على الإرتياح، ودحرا للأصوات المبحوحة، التي تستهدف تشويه الحقائق، وتستغل كل شاردة وواردة للإساءة إلى المملكة، وكأن الحج كما كان قبل ما يزيد على قرن (الذاهب إليه مفقود والعائد منه مولود) فإنفاق مئات البلايين على توسعة الحرمين الشريفين وتسوية المشاعر وإنشاء الطرق والجسور والأنفاق والقطارات، وعشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية والهلال الأحمر، وتأمين مياة الشرب العذبة والأغذية و… و… وإنفاق قرابة خمسة مليارات لإنشاء مخيمات ضد الحريق وفق تصاميم غاية في الروعة والجودة وأكثر من مليار لإقامة أحدث مجازر على مستوى العالم، خدمة للحاج ومساعدة في نظافة البيئة بما يعود بالنفع أولا وأخيرا على الحاج، بل بالمختصر جدا إنشاء أحدث المدن العالمية، المكتملة البنى التحتية والتي تضاهي أكبر المدن، وذلك لمدة ثلاثة أو خمسة أيام، في زمن معلوم ومساحة محدودة وتضاريس متباينة، وأمام أكثر من مليوني حاج، أكثرهم من الطاعنين في السن والنساء والحوامل، لغات شتى وأجناس شتى تقدم لكل منهم خدمة شمولية قد لا يجدها في بلده، مثل هذه المنجزات والمعطيات لابد أن تصل إلى الحاج في بلده ليكون على بينة، فحينما يدرك أنه قادم إلى هذه الضيافة السخية، وهذه التجهيزات الجبارة حتما سيطمئن ويتجرد من كل ملذات الدنيا ويتفرغ لأداء مناسكه بكل أريحية وتجرد، وسط أجواء روحانية آمنة، ترفع من معنوياته ومن استشعاره للمسؤولية تجاه نفسه والآخرين وكذلك هنالك مجال أرحب لتوعية حجاج القادمين عن طريق المنافذ البرية خاصة وأن المسافات الطويلة على الطرق وبعضها بالآلاف تؤكد أن هنالك مجالا أرحب لمزيد من التوعية القادرة على ترجمة تلك الجهود، وتطمين الحجاج.
وكم يحزنني أن يظل فئة كبيرة من غير الحجاج، يعتقدون أن المملكة تتحصل على رسوم على الحاج، ولقد سمعت ذلك في أكثر من قناة وأكثر من صحيفة، ولعل هذا دليل كاف لأن يدفعنا لمزيد من التوعية، فالمملكة معروف ومنذ توحيدها، على يد الموحد المغفور له الملك عبدالعزيز، ألغت أي رسوم دخول أو تأشيرة أو خلافة على الحجاج، بل راحت إلى ما هو أبعد من ذلك بأن حددت تسعيرة النقل والسكن والإعاشة، بأقل تسعيرة يمكن تقاس بها حتى في الدول الفقيرة، رغم ما يعرف عن الحج سيما أنه في فترة محدودة وأيام معلومة، مما جعل المملكة تبذل جهودا غير مسبوقة في هذا المجال. تألمت كثيرا وأنا أسمع مداخلة عبر إحدى القنوات، يقول إن الحكومة السعودية تستفيد من الحج إقتصاديا يإيراد دليل خاطئ ومحزن حينما أستشهد بأن الأغنام ترتفع أسعارها في الحج من مائة دولار إلى الضعف والضعفين. وهذا أضعه تحت بندين، أما جهل وقصور في الحصول على المعلومة الصادقة، وإما حقد وتقديم معلومة مغلوطة يقصد بها الإقلال من هذه الأدوار الكبيرة التي تقدمها المملكة. والحقيقة التي لابد من ذكرها وشكرها في هذ النقطة بالذات، أن المملكة بتوجيهات سامية وكريمة، حرصت على توكيل إحدى المؤسسات الخيرية، للقيام باستيراد المواشي، ووضعها تحت طلب الحجيج مقابل مبالغ زهيدة جدا، تقل كثيرا حتى عن مائة دولار، وهذا ما لا يحصل حتى في بلد الحاج بناء على اعترافات الحجيج أنفسهم لكن تلك المعطيات لازال الإعلام حتى تاريخه عاجز عن إيصالها إلى المتلقي بالصورة المرغوبة ذات الجدوى الفعالة، ويمكن لوزارة الحج بالتعاون مع وزارة الإعلام تبني ذلك ومضاعفة الجهد، وذلك من خلال مطويات تقدم للحاج بلغته ولهجته في بلده عند طلب التأشيرة هذا وللحديث بقية.
جدة ص ب 8894 فاكس 6917993
التصنيف: