[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي[/COLOR][/ALIGN]

هكذا جاءت الرسالة في الجوال: أن تحصل على أكثر مما تتوقع تلك هي المتعة.. سياراتنا الجديدة تبدأ من 270 ألف ريال.. وتترك لك الشركة حرية التفكير بعد ذلك..
(التفكير في معنى رسالتها، والتفكير في مدى تأثيرها عليك، والتفكير في نسبة استقطابها لأكبر عدد من الزبائن).. ومع أن شركة الاتصالات هي التي (تبيع، وتشتري) في جوالاتنا، وتمنح أرقامنا لمن يدفع لها إلاّ أن شركة السيارات لن يحالفها التوفيق في مهمتها الدعائية هذه – كما تحلم، وتتمنى – فهي كان عليها أن تتأكد من أن رسائلها ستذهب لأشخاص موسرين جداً (وتكون وسائد نومهم محشوة بأوراق النقد الثمينة) فإذا وصلتهم الرسالة ردوا عليها، واستجابوا لها، وفرحوا بها، وقفزوا من أسرة نومهم ومعهم الوسادة، وأخرجوا المطلوب فليس هناك أجمل من أن تكون ثروتك محشوة في وسادة، والوسادة تحت رأسك، وبين يديك وتحت سمعك، وبصرك، أما إرسال الرسائل هكذا (تصيب من تصيب، وتخيب من تخيب) فهذا خطأ في التكتيك الدعائي..؟
ولن نتحدث عن وسائد الآخرين (المحشوة بالأحلام أحياناً، والكوابيس أحياناً) فهي كثيرة، ومتنوعة، ومعروفة، وغير معروفة لكنها في كل الأحوال يصعب مُقارنتها بوسائد النخبة (المحشوة بالأوراق الثمينة، والأحلام الملونة) لكن ذلك لا يمنع من مُساندة هؤلاء في مطالبة المسؤولين عن المطبات، والحفريات، والمستنقعات بإزالتها، أو التخفيف من حدتها لتسير سيارات النخبة في هدوء، وطمأنينة، وراحة تتناسب مع هذه الدفعة الجديدة، وبقية الدفعات من الموديلات المنافسة، وتتناسب مع ما دفع من (ثمن) في هذه السيارات، وتتناسب مع من سيركب هذه السيارات (فلا يهز جنوبهم مطب، أو تبتلعهم حفرة، أو يُغرقهم مُستنقع).. وهذا واجبنا نحو الحفاظ على سياراتهم الفاخرة التي تبدأ أسعارها من 270 ألف، ومن 280 ألف، ومن ثلاثمائة ألف، وهكذا وهكذا..
وجوالاتنا في رمضان وغيره من الشهور تتعرض لرسائل طريفة فقبل هذا الإغراء من شركة السيارات الفاخرة كان هناك العديد من الإغراءات المتواضعة تصلني على الجوال: دفعة جديدة من الفساتين في محلاتنا الكبرى لا تدع الفرصة تفوتك (ومدينة جدة لم يبق فيها شارع، أو طريق، أو سوق، أو مركز تجاري ليس به معرض للفساتين، وتوابعها، ومشتقاتها، ولوازمها كأنّ المدينة تخوض سباقاً في عدد محلات، ومعارض، ومواقع بيع الفساتين، ولوازمها، وتوابعها)..
والمهم هو أن هذه الجملة العبقرية التي بعثتها الشركة على جوالك ستصل إلى مشاعرك – عاجلاً، أو آجلاً – فتدفعك دفعاً لانتهاز العرض الذهبي – المثير – الذي لا يتكرر باستمرار (مهما كانت مشاعرك جامدة بحكم ما يُقال عن ذوي المال بأن مشاعرهم لا يُدغدغها سوى المزيد من الأموال، وحفظها)..
وإذا كانت (نفسك مفتوحة، وظروفك رديئة) فإن دعوة الشركة المرسلة على جوالك (متعة في حد ذاتها) تفوق متعتك وأنت تُطالع ردود الفعل على (بائعة الفصفص)!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *