تسويق الإلحاد !!
يظل السجال حول الخلافات الدينية والمذهبية مقبولاً في طرحه واسناداته. خاصة إذا أدركنا وجود هذه الخلافات في كثير من المخرجات واجتهادات العلماء في محاورها على مدى التاريخ الإسلامي.
لكن أن يصل هذا السجال الى الإنكار وتسويق الالحاد من خلال وسائل إعلامية عربية فان ذلك أكبر خطر يهدد شباب الأمة الإسلامية في عقيدتهم الدينية.
وإذا كانت الثورة المصرية قد أفرزت الكثير من الأحزاب السياسية المتصارعة. وأطلقت عدداً من القنوات الفضائية التي لكل منها خطاب مختلف. إلا أنه ليس من المقبول أن تفتح بعض تلك القنوات أبوابها للملحدين والملحدات لتسويق قناعات منحرفة ومرتدة عن الإسلام كما فعلت (قناة النهار) من خلال حلقات المذيعة ريهام سعيد التي استضافت عدداً من هذه النماذج (الحقيرة) في برنامجها الشهير (صبايا الخير) وأي خير تفعله السيدة ريهام من الترويج لهذه البضاعة الرخيصة والخارجة عن حدود احتمال العقل والمنطق. حيث كان آخر ضيوفها من أسمت نفسها بالدكتورة (نهى) والتي أرتدت الحجاب خوفاً من القتل على حد تعبيرها لتقول كلاماً تنكر فيه (قاتلها الله) نزول القرآن على نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم تنكر أن الله لا يتدخل في شؤون البشر.. لتصل تلك الملحدة المصرية للأسف التي قالت إنها عاشت في ألمانيا وأصدرك كتاباً يدعو إلى الالحاد. إلى تعريف وفاة الإنسان خارج القدرة الإلهية.
دون أن تدرك في الجانب الأول من النزول القرآني ما جاء في قوله تعالى على نبيه الأمين
(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.)
على أن هذه الكلمات التي انزلها الله على نبيه ضمن الكثير من النصوص في كتابه الكريم والتي تعظم الوحي وأسباب النزول قد وضعت تشريعاً حقيقياً مدعوماً بسنة نبوية مؤكدة في صحاحها. ووصايتها للأمة حين قال النبي محمد عليه الصلاة وأفضل التسليم في خطبة الوداع:(تركت فيكم ما لن تضلوا فيه بعدي أبداً (كتاب الله وسنتي).
وفي الجانب الثاني من انكار الملحدة المصرية على الهواء تعمدت الخروج عن الايمان وإنكار الأجل المحتوم الذي حدده الله في قوله تعالى: (له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) وقوله تعالى:(هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فانما يقول له كن فيكون).
وهنا تبرز قضية مهمة يجب مواجهتها. وهي منع مثل هذه العناصر الملحدة من التسلل إلى الإعلام والحديث في وسائل الإعلام العربية التي وإن لم تؤيد آراءهم إلا أنها قد اطلقت رصاصات الكفر والالحاد في مضامين تنال من العقيدة وتسمم أفكار الجيل المتلقي الذي يكون بعضه ضعيف الإيمان وآخر قليل التعليم في ثقافته الإسلامية.
ثم ألم تأخذ مقدمة وفريق البرنامج والقناة اللبنانية المصرية المشتركة في الاعتبار تجربة المفكر من أبناء جلدتها الدكتور مصطفى محمود الذي ألحد ثم عاد تائباً وخدم الإسلام. وألم تقرأ السيدة ريهام سعيد قصة المفكر الفرنسي روجيه جارودي الذي أغرق في التنقل بين الالحاد والأديان ثم ختم سنوات حياته باعتناق الإسلام وألف كتباً شهد خلالها بأن تجربته أكدت له أن الإسلام هو الذي أثبت له أنه دين الحياة والآخرة. على أنني أنا شخصياً قد التقيت الاثنين في حوارات شعرت فيها بذلك الحجم من الندم على ما فعلوه ضد هذه العقيدة ودعو الله مخلصين بالعفو والرحمة. وهنا أقول لقناة النهار ولأحبتنا في مصر من القائمين على الإعلام إذا كنا قد رفعنا احتجاجاتنا كأمة إسلامية في مختلف أصقاع الأرض وأنتم معنا ضد الرسوم (الكاريكاتورية) التي أساءت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحف التي نشرتها في الدانمارك وفرنسا. فماذا نقول لكم؟.
التصنيف: