تراب المقابر وصخور المحاجر

في غياب اي كتابات تحليلية شافية وافية عن قضية الجلد التي تصدرت الإعلام الغربي قبل فترة… و تجاوزات وزيرة الخارجية السويدية… قررت أن اكتب عن هذا الموضوع (بعد انتهاء عاصفة الحزم) وتحليل ردة-فعل المجتمع الغربي والدروس المستفادة بعد هدوء العاصفة تماماً…. فنبدأ مستعينين بالله قائلين: عندما تمت ترجمة كلمة (جلد) إلى لغات العالم…أعطت القارئ الغربي صورة (سوط/ سياط) تتراقص فوق ظهر رجل عاري الجسد مصلوب!
فلا توجد في الثقافة الغربية ترجمة دقيقة لكلمة (جلد بالخيزرانة) فاستخدم الغرب كلمة (سوط) التي اقترنت في الثقافة المسيحية بالمعاناة الجسدية التي لاقاها السيد المسيح (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُم) فأنتفض الرأي العام الغربي ومنظمات حقوق الإنسان حتي استجابت وزيرة خارجية السويد لضغوط تلك المنظمات التي تزخر بها الدول الإسكندنافية كما يعلم الجميع.
وتعيدنا حساسية أخطاء الترجمة اللغوية الي قصة المقبور (القذافي) وترجمة خطاب (زنقة زنقة) وإستخدام كلمة ( ِكلينز Cleanse) اي التطهير العرقي والقتل الجماعي في ترجمة خطابه الأخير! فانتفض المجتمع الغربي بناء علي (جملة) قالها فأضحكت العرب! وأفزعت الغرب!
ومثلما تم استنباط عقوبات بديلة (حّلت) محل عقوبة (الجلد) بعد إلغائها في غالبية دول الخليج المجاورة ودول الإسلامي … فأتمني النظر في ذلك من علمائنا ذوي الفكر السديد! الذين عليهم الربط والعقد… وعلينا السمع والطاعة…. في زمن كثرت فيه (حملات التشويه) ضد المملكة العربية السعودية… تقودها كاميرات الجوالات! حتي أصبح العالم بأسره يشاهد معنا تنفيذ الأحكام في يوتيوب! فأصبح كل مجلود وجه سينمائي معروف في العالم! فهل نرتضي هذا التشهير بأبنائنا علي مرأى كافة شعوب الارض من ذوي الأديان والنحل المختلفة؟ هذا ما أردتك لأن تتفكر فيه؟
واتمنى أن يتم (التكرم) والعفو عن السفيه (بعد انتصارنا ورضوخ المجتمع الدولي خاسئاً وهو حسير) في بادرة واضحة المعاني للعالم أجمع: أن عقوبة السفيه لم تصدر ضد (حرية الرأي كما اعتقدوا) وانما على (تطاوله على معتقداتنا / ورموزنا الدينية والعقدية) يعقبه استتابة وانابة….. فإن عاد لها فذلك فسق وفجور…. ولا يملأ عين الفاسقين سوى تراب المقابر وصخور المحاجر. ونختم بالدعاء لهذا الوطن المستهدف إعلامياً! حمي الله هذا الوطن وجعله دوماً غالب المَنعة! حصين الأسوار! شديد المراس في مقارعة الخطوب السياسية بالحكمة وحسن التدبير.

درجة الدكتوراه الجامعة الأوروبية الكونفدرالية السويسرية