[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]شهوان بن عبد الرحمن الزهراني[/ALIGN][/COLOR]

كتب الأستاذ محمد محسن العمودي في صحيفة الندوة يوم الخميس 20 رمضان مقالاً بعنوان \”لنكرم بلابل الحرم\” وقد وضع مبضعه الذهبي على أمر يستحق التأمل والنظر فيه بعين التقدير والإجلال لهؤلاء الرجال. ذلك أن أمثال هؤلاء من حقهم الاعتراف لهم بحقهم في التكريم، نظراً لسمو ورفعة العمل الذي يقومون به في خدمة إعلاء كلمة التوحيد والصدع بها عالياً على رؤوس الأشهاد.
إنني أشيد بما جاء في المقالة من مضامين تعبر بحق عن صدق الشعور والإحساس الذي يكنه كل مسلم تجاه الأعمال الخيرية وأصحابها، والتي بها يرتفع شأن الدين وتعلو بها كلمة الحق. ولوجاهة الاقتراح وسمو هدفه ونبل مقصده وما يحمل في طياته من شعور ينم عن لمسة وفاء لهؤلاء المؤذنين فإنني أضم صوتي لذلك وآمل أن تكون هناك جهة معينة تتبنى تكريم هؤلاء المؤذنين الأحياء منهم والميتين. وهو أمر أقل ما يمكن أن يقدم لهم، فإذا كان تكريم لاعب كرة – مع احترامنا للأشخاص – يكلف ملايين الريالات فضلاً على ما يتقاضاه من مبالغ كبيرة وفلكية أثناء مسيرته الرياضية فأولى أن يكون تكريم هؤلاء المؤذنين على وجه يليق بهم وبمكانتهم ويتفق مع رفعة وسمو عملهم.
إن هؤلاء المؤذنين ولئن كانوا يتقاضون رواتب أثناء عملهم، إلا أن ذلك لا يحول دون تكريمهم، فهذه الوظيفة الدينية الجليلة تختلف اختلافاً جذرياً عن بقية الوظائف الأخرى، التي قد يحظى أصحاب كثير منها بالوجاهة الاجتماعية والنفوذ والسلطة مما يجعل طالبي الدنيا يتقربون إليهم لما يملكونه من صلاحيات من خلال تلك الوظائف التي تندرج تحتها منافع دنيوية، وهؤلاء المؤذنين لا يملكون صلاحيات يتطلع إليها طلاب الدنيا ويتقربون إليهم بسببها. ولهذا كان من اللازم تكريم هؤلاء تقديراً لما يقومون به من عمل نافع وجليل.
صحيح أن الله قد اختصهم بميزات وخصائص يوم القيامة يغبطون عليها بين الخلائق وهذا دافع قوي ينهض سبباً وجيهاً ومبرراً سائغاً للقول بوجوب هذا التكريم.
إنني أجد في نفسي أنه من المحزن والمؤسف حقا أن نضع وظيفة مؤذني المساجد وأئمتها في مقارنة مع بعض الأعمال التي تدر على أصحابها الوجاهة والثروة والتكريم والتشجيع مع أنها أعمال إن لم تكن وبالاً ووزراً على أصحابها وملهية لهم عن أعمال الآخرة، فهي في النهاية غير نافعة للمجتمع لأنها لا يرتفع بها قدراً ولا تثمر أجراً ولا تعود على المجتمع بذخر يدخر.
وإذا أردنا أن نستعرض للتدليل على وجود التكريم الذي قد يقع في غير محله بينما يبقى أمثال هؤلاء المؤذنين في منأى عن محافل التكريم فإننا نجد أمثلة حية من الواقع المشاهد وتحدث كثيراً، بينما لم نسمع عن تكريم مؤذن من مؤذني الحرمين الشريفين باعتبار هذه الفئة نفعها عام لجميع المسلمين في مشرق الأرض ومغربها سواء بنقل الأذان عبر القنوات الفضائية أو ممن يفدون للحرمين من أصقاع الأرض فيسمع الأذان حيا على الهواء مباشرة من مآذن الحرمين. فالتكريم الذي يقع في غير محله كثيراً نجد أنه يكلف مبالغ باهظة ويتم وضع الترتيبات الخاصة وتوزع بطاقات الدعوة لحضور الحفل ويهتم الإعلام بذلك أيما اهتمام كهؤلاء الذين يتم تكريمهم من محترفي لعب كرة القدم أو التمثيل أو الغناء أو كتابة الروايات الساقطة الهابطة فبعض هؤلاء ينال من التكريم والمنح والعطاءات والتبجيل والمدح ما يفوق الخيال بينما نجد أن أمثال هؤلاء المؤذنين ومعهم الأئمة وخطباء الحرمين الشريفين يلفهم النسيان بمجرد تقاعدهم عن العمل، وهذا أمر يبعث على الدهشة والاستغراب وبخاصة أننا في بلد نزلت فيه أعظم شريعة وعلى أرضه الطاهرة تقع البقاع المقدسة فكان أولى بنا وأجدر أن يكون التكريم لمن يستحق التكريم فأفضل الناس أنفعهم للناس. فبهؤلاء جديرون بأن يكرموا ماديا ليتوفر لهم العيش الكريم في بقية حياتهم، وكذلك معنويا بتأليف كتب تبرز سيرتهم وتوثق مسيرتهم ليكون ذلك وفاء لما قاموا به خلال مسيرتهم العملية. وهناك جهات معينة بتنفيذ هذا الاقتراح نأمل أن يكون هذا الاقتراح محل عنايتها ومحور اهتمامها.
اللهم وفق المسلمين لكل خير وعمل نبيل إنك سميع مجيب.
ص ب 9299 جدة 21413
فاكس: 6537872

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *