بالألم يكتبون
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]
لعل أقسى يا يلاقيه المرء في حياته أن يطرق باباً – فلا يجد من يفتح له . أن يسأل سؤالاً فلا أحد يجيبه وأن يذهب الى مسؤول أو كبير او مدير أو حتى وزير كلفته الدولة بأن يستمع الى أنات الناس ويرفع عن كاهلم احمال الهموم . يضيف اليها أحمالاً من عنده . ويضع الف والف حارس يمنعون عنه بلاوي الخلق وجهامة وسواد المواجع فوق وجههم . ومن نكد الدنيا علينا ان تحمل همك الى سريرك وتنام ليلك فوق وسادة وقلبك مفعم غارق في بحرهم كبير بلا قاع.
ومسلسل الهموم لا ينتهي تماما. مثل مسلسلات النكد الجديد الذي حل في بلادنا وأنا اكتب وقلبي حزين على المستوى الذي وصل إليه حال بعض المسؤولين والطريقة الحديثة التي ابتكروها لأنفسهم وهي أولاً اغلاق الباب امام ذوي الحاجة لسماع شكواهم واذا ما تفضلوا بقبول مقابلة المحتاج اليهم لحل مشكلته يطلبون عرض حال . يوضح من يطلب المقابلة الغرض من ذلك وماهي شكواه ومطالبه .. وتحديد الموعد .. كل ذلك من اجل مظلمة يريد عرضها على المسؤول ظاهرة جديدة حلت .. لست أدري مامصدرها .. فلقد كنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الاول الملك عبد العزيز طيب الله ثراه نعرض مظالمنا دائماً في قصره . ولانجد من يمنعنا من الدخول اليه .. وكذلك في اثناء سيره بسيارة في الشارع كان الرجل معنا أو المرأة يخرج وبيدهم اوراق يشيرون اليه وهو عابر الطريق بها فيوقف -رحمه الله- سيارته ويكلف احد رجاله ويأخذ المظلمة منهم . ولا يمضي وقت الا وحاجة المتظلم قد قضيت واستمرينا على هذا المنوال مع ابنائه البررة الى الان . ولكن بعض المسؤولين يشقون على المواطن .. ولم يحسوا أن اصعب واقسى موقف يمكن ان يقفه الانسان ان لا يجد من يرحب به ويسمع مظلمته . ماذا يقول صاحب الحاجة في ظل هذا الوضع. فمن يبني قضايانا ومن يقتنع بها ومن يدافع عنها ومن ينظر الى هذا الوضع ليمنع هذا الكبرياء وتسلط الاجراءات وكسر الخاطر وهدم البيان الاجتماعي في العلاقة بين المواطن والمسؤول.
فهل هؤلاء للاصلاح وحل مشاكل المواطن أم لاصابته بالانيميا وفقر الدم والبدن.. وهل يفرحنا ان يكون لدينا مسؤولين بهذا الكبرياء واهانة المواطن لذلك لابد من الاصلاح الاداري.فلا أملك الا ان رافع هذا الوضع الحزين الى كبار المسؤولين لكي يوجهوا بمعاملة المواطنين بما يرضي الله ورسوله.هذه مجرد عينة من مواجع الغلابة الذين ليس لديهم ظهر يحميهم من هذا الكبرياء وان يضعوا الضماد فوق رؤوس هؤلاء الناس . ومن طرقوا الابواب ولامجيب.
فاللهم اسألك ان تجعل هؤلاء المسؤولين يحتملون النقد .. واجعلهم يطربون لكلمة الحق .. ولو كانت ضدهم .. وان يغضبوا من الباطل واجعلهم اقرب المخلصين للمواطن والوطن . وأبعد عنهم المتزلفين والمنافقين واعطهم يارب قلوبا تحب واهدهم يارب الى الحقيقية التي ننساها دائما كلما جلسنا على مقاعدنا ودوام الحال من المحال.
مكة المكرمة
التصنيف: