اليوم الوطنيُّ : انتماءٌ للأرض، وحكمة الرؤية
على كاملِ مساحة الوطنِ، وبمشاعرَ مِلؤها الفخرُ والاعتزاز، يَحتفِل السعوديُّون باليومِ الذي أنجزه الآباءُ والأجداد قبلَ سبعةٍ وثمانين عامًا، بعزيمةٍ لا تَلِينُ، وبإرادة صلبةٍ تكسَّرت على جَنَباتها كلُّ قَسْوَةِ التشتُّت والتشرذم، وهو اليومُ الذي تأسَّست فيه المملكة العربَّية السعوديَّة.
ومنذ فجرِ التوحيدِ، والمملكةُ تَسِير بخُطًى حثيثةٍ نحوَ النهضة الشاملة لبناء الإنسان، وتحقيقِ الرفاهيَةِ والعَيْشِ الكريم، والحفاظِ على الأمن والأمان، وإقامةِ العدل، والمساواةِ تحتَ القيادة الرشيدة لخادم الحرمَيْنِ الشريفين، الملكِ سَلْمَانَ بنِ عبدِالعزيزِ آل سعودٍ، حفظه الله، ووَلِيِّ عَهْدِه الأمينِ، الأميرِ محمَّدِ بنِ سَلْمَانَ آل سعود، حفظه الله.
لقد رسَّخت مفاهيمُ اليومِ الوطنيِّ قِيَمًا تَمَّ غَرْسُها في نُفوسِ أبناءِ الوطن، فأَنْبَتت جيلاً من الشباب يؤمِن بثقافةِ وطنه، ويَعْتزُّ بها، ويحافظ على ثوابتِها، جيلاً مستعدًّا دائمًا للإسهام في دفع عَجَلة التقدُّم والتطوُّر نحوَ المستقبَل بخطًى واثقةٍ، ويَقِفُ سدًّا مَنِيعًا يَقِي المجتمَعَ شرَّ الأحداث؛ من أجل تنميَةٍ شاملة في مجتمَعٍ يَسُودُه الرخاءُ والأَمْنُ والأمانُ والرفاهيَةُ الاجتماعيَّة.
فاليومُ الوطنيُّ هو وقفةٌ سَنَويَّةٌ لنا – نحن السعوديِّين – على مَسِيرة بناءِ وتطويرِ بلدِنا، وإقامةِ التوازن السليم بين الموروث الذي نتمسَّك به، وبين مُقْتَضَيَات العصرِ الحديث المستجَدِّ في كلِّ العلوم والتِّقْنِيَات، وفي كلِّ مجالات الحياة والتَّنْمِيَة؛ لبناء دَوْلةٍ عصريَّة قويَّة، يكون التقدُّم على الصعيدَيْنِ: الاجتماعيِّ والاقتصاديِّ، من أهمِّ أَوْلوِيَّاتها، والتكاتُفُ والتعاضُدُ بين أفراد شعبِها هو الكفيلَ بهذا التقدُّمِ الذي ترعاه الحكومةُ الرشيدة؛ حيث جَعَلت من المملكة علامةً فارقةً في عالم التطوُّر والتحديث؛ لتستمِرَّ دولة المؤَّسسات بتناغمٍ رائع ومتجدِّد، وليبقى هذا الشعبُ يعيش معنى المواطَنة والتآخي بين جميع أفراده.
لكلِّ ذكرى عِبرةٌ، وها هي الذكرى السَّنَويَّة لليوم الوطنيِّ تَعُود، يومُ الوقفة مع النفس، وقياسِ درجة الالتزام، ومدى ما يقدِّم كلٌّ منَّا لوطَنِه، يومًا نجدِّد فيه ولاءنا وحبَّنا لوطننا الغالي، ونؤكِّدُ فيه التفافَنا حَوْلَ قيادتِنا الرشيدةِ، يَدًا واحدةً، وقلبًا واحدًا، وصوتًا واحدًا، يَهتِف باسم المملكة، ولأجلها؛ لأن أعظم درسٍ نتعلَّمُه في يوم الوطن: أننا نعيش في الوطن كما أنه يعيش فينا، وأن حبَّه واجبٌ على كلِّ فَرْدٍ، وأن انتماءنا هو للمملكة العربية السعودية.
ودام عِزُّك يا وطنَ رايته توحيد وسلام!
التصنيف: