الوطنية .. سلوك
منيرة العقل
تغمرنا هذه الأيام مشاعر فرح وسرور باليوم الوطني نرى البهجة في النفوس في الصغير قبل الكبير احتفالات ومراسم حب و ولاء لهذا الوطن المعطاء . من الجمال أن نظهر عمق محبتنا لأرض بلادنا التي درجنا على ترابها والتحفنا سماءها وتفيأنا في ظل خيرها وارتوينا من سلسبيل غدقها وتنعمنا برفاهية فيضها ،
ولأننا نترقب هذا اليوم لتنطلق أفئدتنا معبرة في صخب عن عشق كل أخضر خفاق نلمحه في العيون التي رقصت فرحا وردد القلب معها أهازيج الفخر ، نلمسه في براءة الطفولة التي صبغت وجهها باللون الأخضر والأبيض ، وفي حرص الصغيرات على ارتداء الأزياء الوطنية ، وحين كان يتباهى بعض الشباب في طلاء سيارته باللون الأخضر وتنظيم مسيرات احتفالية في اصطفاف عجيب يعكس روح الحماس المتقدة تجاه الوطن رغم مخالفته لأنظمة المرور إلا أنه جذب المتفرجين.
وفي المدارس تنظم برامج جذابة متنوعة الفقرات تمتد أسبوعا وتخصص كل إدارة تعليمية مبلغا ماليا لهذا اليوم ، ولا أبالغ إن قلت أن هناك هدرا ماليا يتم تغطيته من منسوبي المدارس بهدف إظهار بهرجة احتفالية تكون أكثر جذبا من غيرها ! هذا المفهوم الذي صار يتنامى لدى المنظمين ينشئ أجيالا تعتمد البذخ للتعبير عن حبها وولائها . إن حب الوطن يجب أن يظهر كسلوك إيجابي يعزز من انتمائنا الحقيقي لا أن يظهر كمجرد مشهد احتفالي.
لا تستفيق الأجيال إلا على يد ترشدها تعلمها القيمة من كل احتفاء وتخبرها كيف تعبر عما يجول في قلبها سلوكا لا قولا .
الوطنية قبل أن تكون حبا عميقا يغمر النفس هي أخلاق وقيم تتمثل في غرس كل سلوك وفعل جميل تجاه وطنيتنا ، أن نحافظ على ممتلكات بلدنا هو سلوك رفيع .. أن نقدر خيرات بلادنا بالشكر والامتنان هو فعل أصيل .. أن نظهر غيرتنا على مصالح المواطنين بمحاربة الفساد وكل أشكال الغش والاستغلال هو سلوك عظيم.
الوطن هو درع الأمن والأمان لكل إنسان ، يحتاجنا أن نتكاتف ونتعاون في بنائه في حمايته وفي الدفاع عنه ، ليس في الحرب فقط بل في السلم أيضا حين يرغب في أن نكون إيجابيين نعلو ونتسامى من أجله عن كل صراع أو تحزب بغيض .. وفي الختام كل عام ويومك يا وطن يوم عز ورقي.
التصنيف: