النقد والتقريظ لدى الشعب العربي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]
الحقيقة المؤلمة في بعض عالمنا العربي هو أننا أمة تتفاعل مع الأحداث بمشاعرها وليس بعقولها، فنحن عندما يتعين مسؤول من الوزن الثقيل تتفاعل معه الأقلام وتنهال عليه التهاني ويكاد بعضنا يقسم بأن هذا الشخص هو أمثل شخص لهذا المنصب وأن تلك القيادة قد أحسنت الاختيار وأن العناية الإلهية قد ألهمت المسؤولين ليختاروا هذا الرجل أو المرأة وسرعان ما يمر الزمن وتبدأ تتحول الأحوال وتتزايد وتيرة النقد لهذا الشخص وتأخذ الأقلام في سن سنها عليه بالنقد المباشر وغير المباشر بالهمز واللمز،وتتصارع المقالات على كيفية نقده حتى لا يدعون له شيء يشفع له ويحاول هذا المسكين أن يدافع عن نفسه وماقدمه من إنجاز ويقدم الوعود ويحاول أن يلين في كثير من مواقفه عله يكسب ولو نزر قليل من الأقلام في صفه ولكن المحصلة معروفة كل مصيبة تحدث هو سببها وكل خير يأتي هو من غيره ثم تزداد الأقلام انتقاداً ويذكر المسؤولين بأن هذا الوزير أو المسؤول قد طول ويجب إعطاء الفرص لغيره.
نعم هذا نحن هكذا كما يقول المثل الجداوي القديم \” إذا مامات وانبرى قالوا في .. سكره\” ، أي نحن لا نعرف قيمة الشخص إلا إذا سقط شهيد الوظيفة والنقد الذي لا يرحم والمشاعر غير العقلانية متى سنتعلم نحكم عقولنا قبل أن تمدحوا من تعين انظروا ما سيفعل وقبل أن تنتقدوا المسؤول اعملوا ميزاناً لما قدمه والنتائج وقارنوا ذلك بما قدم من قبله ثم انتقدوه وإذا مامات فقولوا رحمه الله ولا تشهدوا له بعواطفكم ولكن شهادة عقلانية يسألكم الله عنها، رحم الله كل مسؤول مات وهو على رأس العمل وكان قد قدم أفضل ما يمكن تقديمه للوطن ولا رحم الله رجلاً أوكل إليه العمل فسرق ونهب واساء استغلال سلطته، وفي كلا الحالتين على صاحب القرار أن يكفل أن يقدم المسؤول ماهو مطلوب منه وإلا أقاله وهنا تأتي أهمية دور أجهزة المراقبة والمعلومات.
والله الموفق ،،
التصنيف: