الندوة قامة التاريخ وذاكرتنا الحضارية 1 /2

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الدكتور زهير محمد جميل كتبي[/COLOR][/ALIGN]

قرأت مقال أخي الدكتور فايز صالح جمال المنشور بجريدة المدينة بعددها (18028) يوم السبت 14 /10 /1433هـ بالصفحة (22) وتحت عنوان \”جريدة الندوة إرث مكي سعودي\” وأمر الملك بتطويرها لا تصفيتها
، والحقيقة انني اتفق تماما مع ما كتبه اخي فايز، وموضوع تغيير اسم الندوة طرح عدة مرات كان اهمها في مجلس صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز – غفر الله له – وذلك بقصر الصفا بمكة المكرمة عندما اشاد الأمير بمقالي الذي اقترحت فيه بعض الحلول للنهوض بالندوة وشكرني سموه – رحمه الله – وقال لي: فكرة جيدة وعملية وجاهزة للتنفيذ، وفتح فجأة الحديث من قبل بعض مشائخنا الفضلاء اسم جريدة الندوة على أنه غير مناسب، فطلبت الإذن من سمو الامير عبدالمجيد بالحديث والتعقيب ثم تصديت بالحجة والمنطق والعقلانية وقلت يومها إن الاسباب التي ذكرت غير صحيحة بأن الندوة اسم جاهلي، وقلت يومها (ان الرياض اسم جاهلي واليمامة اسم جاهلي، وان اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منذ الجاهلية، واسم الكعبة منذ الجاهلية واسم قبيلة قريش جاهلي وورد اسمها في القرآن المجيد وسميت سورة باسمها. والندوة هي الدار التي وقع فيها حلف الفضول، وهي أول برلمان عربي بني على الشورى). واحتد النقاش ضدي فاتجه الأمير عبدالمجيد وطلب مني السكوت وايقاف الحديث وأخذت بذلك التوجيه.
ونشر مقالي بجريدة الندوة بعددها (14633) يوم الثلاثاء 28 /11 /1427هـ، بالصفحة (5)، ومقالي المنشور بالندوة بعددها (14658) يوم الثلاثاء 27 /12 /1427هـ بالصفحة (5) جاء فيه مقترحات وهي:
1 – شراء جريدة الندوة يومياً.
2 – أن يقوم كل أصحاب الفنادق بمختلف درجاتها بتأمين جريدة الندوة لكل غرف الفندق، وجعلها الجريدة الأساس في التوزيع على غرف الفندق فلو افترضنا أن عدد الغرف بكل فنادق مكة المكرمة وبمختلف درجاتها تصل إلى حوالي (10.000) عشرة آلاف غرفة، واعتبارنا أن قيمة النسخة كاشتراك تبيعها الادارة هو (ريال واحد) لثبت دخل شهري للندوة عن طريق الفنادق هو (10.000 × 30) = ثلاثمائة ألف ريال دخل ثابت من الفنادق.
3 – أن يقوم كل أصحاب العمائر والشقق المفروشة في مكة المكرمة وبمختلف درجاتها بتأمين جريدة الندوة لكل غرفة، ولو افترضنا أن عدد غرف العمائر والشقق المفروشة هو (20.000) عشرون ألف غرفة تسلم نسخة من جريدة الندوة.. أي أن هذه العمائر والشقق المفروشة تؤمن يومياً عشرين ألف نسخة في ثلاثين يوماً شهرياً أي انه يصبح دخل جريدة الندوة شهرياً من تلك العمائر والشقق ستمائة ألف ريال.
4 – أن تقوم كل مدارس التعليم العام الحكومي والخاص في مكة المكرمة بنين وبنات بتأمين عدد (10) عشر نسخ من جريدة الندوة لكل مدرسة من دخل مقصف المدرسة لوفرنا حوالي نصف مليون ريال.
5 – أن يقوم كل المسؤولين بالأجهزة الحكومية المدنية والعسكرية بتأمين يومياً ما لا يقل عن مائة نسخة من جريدة الندوة وتوزع على كل المسؤولين وكبار القياديين بها لتمكنا من توفير أيضاً حوالي ربع مليون ريال شهري.
6 – لو قام كل أصحاب المنتزهات والاستراحات والمقاهي في مكة المكرمة بتأمين أعداد من الجريدة وتوزيعها على البشك التي تلتزم لديها بالجلوس اليومي لضمنا دخلاً ثابتاً من هذه القنوات. لو استطعنا تطبيق وتنفيذ هذه الخطة الموضوعية والرقمية والتي تتحدث فيها بلغة الأرقام لاستطعنا توفير دخل شهري ثابت لجريدة الندوة من مبيعات الجريدة قد يصل إلى مليوني ريال شهرياً، وسنوياً حوالي ثلاثين مليون ريال يضاف لذلك دخل الإعلانات وغيرها، فإن جريدة الندوة سوف تتطور أكثر وأكثر ولا تحتاج إلى طلب المعونات والركض وراء ذلك وذاك لصرف رواتب العاملين بها المساكين، والذي يضحون بكل شيء.
هذه الخطة يمكن أن تنفذ لو عقد لها.. (لقاء).. خاص يحضره كل ذي علاقة بالجهات التي ذكرتها والعمل على تنفيذها، بعدها أؤكد لكم أن جريدة الندوة ستكون فعلاً في مصاف أقوى وأفضل الصحف في بلادنا خاصة أنها تصدر من أطهر بقاع الأرض كلها.
إنني أخاطب الندوة يومياً وكأنها عادة يومية التصقت بحياتي، أنظر إليها كأنها أفضل جريدة، أقسم لكم بالله العظيم الجبار المتكبر إنني أحافظ وأحافظ على حبي لجريدة الندوة، وأقول لكم يا أهل مكة المكرمة المباركين تدربوا على حب جريدة (الندوة) ودربوا أبناءكم على هذا الحب الحقيقي.
فكروا.. ثم فكروا.. ثم تدبروا في مثل هذه الخطوات العلمية وتأملوا ألم المجتمع المكي من تدهور أوضاع الندوة.وعقّب على مقالي بالتأييد أخي وصديقي الحبيب الدكتور عبدالرحمن سعد العرابي بمقاله بجريدة المدينة بعددها (15988) يوم الأربعاء 12 /1 /1428هـ بالصفحة (19) جاء فيه:
\”اتفق مع الدكتور زهير في اقتراحاته الجميلة، بخصوص رفع نسب الاشتراكات والتوزيع داخل مكة المكرمة، شرفها الله من خلال مؤسساتها الحكومية والأهلية وهو ما سيؤمن مداخيل وموارد مالية تسد احتياج (الندوة) ويغطي كل التزاماتها من رواتب وأكلاف طباعة وورق وأجهزة ومشاريع تطويرية ومكاتب ووكالات ومندوبين فمشكلة (الندوة) كانت وما زالت المال فقط لا غير\”.
فالمعركة ضد اسم.. [الندوة]… قديمة ودائمة واذكر تماما ان سيدي الوالد معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق ورئيس مجلس ادارة مؤسسة مكة للطباعة والإعلام فرح كثيراً بدعم خادم الحرمين الشريفين بالعشرة ملايين لتطويرها والنهوض بها [لا تصفيتها]… فكيف يتغير التطوير والنهوض إلى (سلخ جلد تاريخ الندوة).. ليس هناك مانع ان تكون هناك جريدة أخرى في مكة المكرمة بوجود جريدة الندوة.. فلماذا تحرم مكة المكرمة من أن يكون بها جريدتين مثل كبرى المدن السعودية فمثلا مدينة الرياض بها جريدة الرياض والجزيرة ومجلة اليمامة ومدينة جدة بها ثلاث صحف وهي: عكاظ والمدينة والبلاد ومجلة اقرأ، والمنطقة الشرقية بها جريدة اليوم وجريدة الشرق. فلماذا لمكة المكرمة لا يكون بها جريدتان؟. وانا متأكد تماماً ان الدراسة التي قدمت من مؤسسة اسبار عبر رئيس مجلس ادارتها الدكتور فهد العرابي كانت تؤكد الرغبة العالية في ابقاء اسم الندوة كما هو، وفجأة وبدون مقدمات تغير الاسم إلى جريدة [مكة المكرمة]… ولا اريد ان يأتي من يزايد على حبي لهذه المدينة الطاهرة والمعظمة، ولكن جريدة الندوة هي…. [ذاكرة مكة المكرمة واهلها المباركين]…، فكيف بالله نخلع ذاكرتنا ونسير بدونها؟.
الندوة ارتقت ونجحت ووقفت في صفوف الصحف السعودية الناجحة لتؤدي رسالتها الانسانية والوطنية والحضارية. هذا النجاح الذي حققته الندوة نبعثه بباقة ورد جميلة إلى كل من كان للندوة فضل عليهم.
الندوة يا أهل مكة المكرمة، يا أهل النخوة هي… (الجدار الصلب)…. الذي نكتب عليه تاريخنا المكي العظيم، الندوة هي… (الدفتر التاريخي)… لتاريخ المكيين، الندوة هي (السجل الشامل والكامل) لمكة المكرمة وأهلها المباركين، فحافظوا يا أهل مكة المكرمة على هذه المنجزات العظيمة وانظروا إلى ما فعله بعض سكان مدن بلادنا في المحافظة على الصحف التي تصدر منها، فهل نستطيع ان نفعل مثلهم يا أهل مكة المكرمة.
إن… (المهنية) التي ارتقت بـ (الندوة) هي القيمة التي يجب أن يدور عليها الحديث في الحكم عليها، لأن جريدة (الندوة) قيمة صحافية وثقافية عالية المثال والمكانة، لهذا تشابكت القلوب والعقول معاً في محبة المكيين وغيرهم لها، لذلك لا بد لنا كمكيين أن نكون أوفياء لصداقة ومحبة (الندوة) وأنا شخصياً لا أملك أي نوع من الاستعداد النفسي للمهادنة ولا للمجاملة في محبة أو النيل من جريدة (الندوة) من كائن من كان.
كانت عملية تطوير (الندوة) السابقة منذ رئاسة أخي الاستاذ رفقي الطيب هي.. (امتحان حقيقي).. فيه تنكشف كل النوايا المعلنة والسرية نحو محبة جريدة (الندوة) وكان لا بد من دعم رئيسها الطيب لكي ينجح ويرتقي بـ (الندوة). أن تطور ورقي جريدة (الندوة) الأخير كان لي فرحاً عظيماً بكل المقاييس لما فيه من..[ مهنية ]..
ونواصل الحديث غدا

• أديب وكاتب سعودي
البريد: [email protected]
twitter : Drzkutbi

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *