الموقف السعودي الحازم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد الياسين [/COLOR][/ALIGN]
خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التاريخي أكد فيه عدم قبول المملكة ما يجري من أحداث دامية في سوريا تقوم بها الاجهزة الامنية و العسكرية ضد المتظاهرين وطالب النظام السوري بإيقاف آلة القتل و إراقة الدماء واجراء اصلاحات شاملة ، كما استدعت السعودية سفيرها في دمشق احتجاجا على الاحداث الاخيرة ، وعلى أثر الموقف السعودي صعدت كل من الكويت والبحرين موقفيهما تجاه سوريا مستدعيين سفيريهما من دمشق حيث تنبع اهمية الموقف السعودي من حكمة قيادتها والمكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية في العالم العربي و الاسلامي و المجتمع الدولي .
تمر المنطقة العربية بمخاضات عسيرة ألغت كثير من مراكز القوى المؤثرة وأخلت في البعض الاخر منها ، فاستقرار الكتلة الخليجية ساعد على بروز دور هام لها في ظل تطورات الاحداث في العالم العربي ، قد يؤسس مستقبلا لانتزاع الكتلة الخليجية موقع الزعامة في العالم العربي . فمن المرجح للموقف السعودي ان يكون ممهدا لموقف خليجي حازم من الاحداث في سوريا . تزامن الموقف السعودي مع تصعيد تركي روسي اوروبي تجاه سوريا حيث حذرت تركيا نظام الاسد من مغبة استمرار بطش الاجهزة الامنية والعسكرية بالمتظاهرين، وطالبت النظام بإجراء اصلاحات فورية وإيقاف حمام الدم الجاري. كما صرح الرئيس الروسي ميدفيدف (بأنه يجب على الاسد تنفيذ اصلاحات عاجلة والتصالح مع المعارضة واستعادة واقامة دولة حديثة،واذا لم يفعل ذلك فسيواجه مصيرا حزينا). لجوء النظام السوري الى العنف وانسياقه للحلول والخيارات العسكرية واطلاق يد الاجهزة الامنية ضد المتظاهرين اضعف الكثير من موقف النظام فاتحاً عليه ابواب المواجهة مع المجتمع الدولي على مصراعيها ، كما ان سقوط العشرات يوميا بين شهيد وجريح ونزوح الالاف خارج سوريا افقد النظام شرعية دستور الدولة الذي يمده بقوة الموقف .
التصنيف: