حسين عبد الله المالكي

ببساطة العملية عملية احتيال على الهواء مباشرة ولأن القانون لا يحمي المغفلين فبرامج المسابقات المباشرة والتي كما تثرثر في استوديوهاتها مذيعات مستجديات بأنها فرصة حقيقية قد لا يجود الزمن بمثلها للربح، تستغل هذه الثغرة في جسد القانون لتصل إلى جعبة المشاهد الخالية إدراكاً ونقداً.. هذه اللعبة تقوم على سؤال يتم عرضه في مربع على ركن الشاشة الأيمن وهذا نهج معروف ومتبع لدى قنوات الاحتيال أو المسابقات حتى لا يغضب منا أصحابها فتضيع منا فرصة الحصول على آلاف اليوروات \”لاحظوا من دولار إلى يورو والقادم أطيب\”.. الغريب أنه يمر يومان وثلاثة أيام ولم يتوصل أحد إلى حل السؤال مع أنه لو سمع به الطائر المعني لقال أنا \”حتى تحصل على المبلغ \”المحترم\” المرصود لذلك السؤال، فقط اتصل وأغلق الخط وسوف يتم الاتصال بك خلال ثلاث ثواني دون أن تخسر قرشاً واحداً واعتبر هذا وعداً من المذيعة وليس \”المذيع\” وهذا وجه آخر من وجوه اللعبة.
قيمة أحد تلك الأسئلة بلغت سبعة وتسعين ألف يورو أي ما يعادل أربعمائة وخمسة وثمانين ألف ريال وقد ترددت كثيراً في الاتصال للظفر بهذا المبلغ الكبير وما زلت في تردد ربما لأن لدي فوبيا من المبالغ الكبيرة ولعل علاجي في طريقة مبتكرة على احدى تلك القنوات رغم معرفتي بالإجابة على السؤال \”الفرصة\”.
لفت انتباهي التركيز الواضح على الرقم الخاص بالسعودية ومن المؤكد أن هناك معلومة تفيد بأننا كسعوديين جهة ربحية مهمة كوننا أغنياء والأغنياء بطبيعة الحال أكثر نفعاً وأهمية والله الغني ونحن الفقراء.
يؤسف أن تقوم تلك القنوات على أموال عربية وسذاجة عربية ويؤسف أن يقوم خلفها تجار عرب أشبه بالنار التي تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، عرب جعلوا من بعضهم البعض مواد للاستغفال والابتزاز.. \”طائر من أربع حروف، أول حرفين مثل آخر حرفين\” وإليكم سبعة وتسعون ألف يورو والله الموفق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *