[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

كان الحوار ليلتها متشعباً في شتى مناحي الحياة عندما قال أحدنا ألا تلاحظون أن الناس نحت منحى جدياً إذ أصبحوا منشغلين بأشياء لا مردود لها، إنهم يتابعون ما يجري أمامهم على الشاشات وما يحملونه في أيديهم من وسائل اتصال. فالكل مشغول وتسأل مشغول بإيه فلا تجد إجابة.
سأل آخر: كيف كان الناس يقضون أوقاتهم بدون هذه الوسائل التي دخلت حياتهم؟
رد آخر: لقد كان الناس في هدوء لا يشاهدون هذه الدماء التي تراق في جنبات الأرض كل صباح ولا يسمعون بأن زلزالاً ابتلع مدينة بأكملها أو أن ابناً قتل أباه أو أن تفجيراً قد تم في آخرين يختلفون معه بالموقف أو الرأي أو حتى الثقافة.
أين كل هذا من ذلك الزمان عندما كان يحيك أحدهم تلك المقالب ضد أصدقائه فيتقبلون منه ذلك بروح مرحة، هل يوجد الآن من يفعل هذه المواقف أم الناس انشغلوا فلا يمارسون أي شيء منها؟!
** ندعوكم على تناول – الإفطار – في بيت خالي متروك في باب المجيدي «المدينة المنورة».. في يوم الخميس الرابع من شهر رمضان لعام 1387هـ وزعت الدعوة على بعض الأصدقاء الذين بادروا إلى العنوان وهناك راحوا يبحثون عن بيت خاله «متروك» ليكتشفوا أن هناك بالفعل بيتاً خالياً ومتروكاً وعرفوا أنه أحد مقالبه التي كان يحلو له إيقاع بعض أصدقائه بها. فليس لديه خال اسمه «متروك» أصلاً هذه «المقالب» اختفت الآن فلا أحد يقوم بها كأن الدنيا بمشاكلها وتعقيداتها لم تجعل «للفكاهة» أو «المفاكهة» مكاناً في حياة الناس.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *