المعمرون وأخبارهم (1 ـ 2)

• مشعل الحارثي

مشعل الحارثي

ربما لا يزال هناك من يشكك في مسألة طول العمر وقصره وان ما يتناقله الناس من أحاديث المعمرين ممن تجاوزت أعمارهم المائة عام ربما ظنه البعض ضرباً من الخيال والمبالغة رغم أن هذه الحقيقة لا يجب إنكارها أو التشكيك في مصداقيتها فطول العمر أو قصره هبة وعطاء من الله ولحكمة هو اعلم بها سبحانه وتعالى وقد أثبتها الحق جل وعلا في كتابه المبين وفي العديد من الآيات ومنها ذكره لأكبر المعمرين سيدنا نوح عليه السلام الذي عاش ألفا وأربعمائة وخمسين سنة وقول الحق تبارك وتعالى (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ) ,كما وضح الخالق عز وجل في محكم التنزيل مراحل تطور العمر الإنساني وتدرجه من مرحلة إلى أخرى كما قال : (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير).
ويرجع كثير من الأطباء أن السبب في طول العمر وجود بعض الغدد التي تفرز بعض المواد تمنع أو تؤخر تصلب الشرايين والذي يعده البعض من اكبر أسباب الشيخوخة فيما ذهب البعض الآخر إلى أن القولون الذي تخزن فيه مخلفات الطعام هو احد أسباب الشيخوخة ولذلك كثيراً ما ينصح الأطباء بتناول كوب من اللبن الرائب لمقاومة البكتيريا , ويشير البعض الآخر إلى أن ممارسة الرياضة اليومية وإتباع نظام صحي وغذائي منتظم وتناول الحبوب والمأكولات البحرية والشاي الأخضر تعتبر من العناصر الفعالة للصحة الجيدة مع تقدم العمر , ومع تطور الأبحاث والدراسات الطبية الحديثة وثورة ما يعرف بعلم الجينات الوراثية والخلايا الجذعية ربما سيجد كبار السن فرصة وأملا كبيرا لتجديد شبابهم وحيويتهم إلا أن ذلك وبالتأكيد لن يقلل أو يزيد من العمر المحدد للإنسان في هذه الحياة ووفق سنة الخالق تبارك وتعالى وعلمه بهذا الكون ومن فيه (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب).
نح على نفسك يا مسكين إن كنت تنوح
لتموتن وان عمرت ما عمر نوح
وان كان البعض يأمل و يتمنى أن يكون من المعمرين في هذه الحياة إلا إن طول العمر على البعض قد يكون مملاً كئيباً بعد فقد الأهل والأحباب والأصدقاء والصحاب و تغير الأمور والأحوال فأصبح كأنه كائن غريب وبعد أن يقعد بعضهم المرض أو يرد إلى أرذل العمر فلا يكاد يغادر مكانه أو يفقه من أمره شيئاً يقول الحق تبارك وتعالى : ( والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير).
لقد عمرت حتى ما أبالي
احتفي في صباحي أو مسائي
وحق لمن أتت مائتان عاماً
عليه أن يمل من الثواء
ولله الأمر من قبل ومن بعد .. وهذا علمي والسلام.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *