المرأة المسترجلة
رغم ملامحها التي طغت عليها الأنوثة، إلا أن أسلوبها في الكلام وتصرّفاتها يغلب عليهما الخشونة والجفاف، قد تستغرب بينك وبين نفسك من هذا التناقض الذي تلمسه ما أن تتعرّف عليها، والذي يمكن أن يكون سبباً لأن تنفر منها وتتحاشى التعامل معها، هذا إن لم تُطلق عليها جُزافاً “المرأة المسترجلة”، دون أن تعرف ما الذي أوصلها إلى هذا الحال، لتعطيها العذر لما هي عليه وفيه من حال.
كثيرات هن على شاكلة هذه المرأة، التي هي من صنيع الرجل، إذ تضطرها الظروف أن تكون هي “كل” شيء في المنزل، هي المرأة وهي الرجل، هي الأم وهي الأب، وهي الأخت وهي الأخ، وهي الابنة وهي الابن، وكل ذلك فقط لأن الرجل تخلى عن كل مسؤولياته، وألقاها ودون إي تأنيب للضمير على كاهل المرأة، التي هي بدورها تقبّلت الأمر ربما برضا، وربما مُرغمة، فقط لتسيير دفة المنزل، وعدم التقصير على أهل بيتها في شيء.
فتجدها شديدة غليظة عندما تنحصر في مسؤوليات “رجولية” ، وشيئاً فشيئاً ومع مرور السنوات تتعود أن تحمل وتتحمّل كل تلك المسؤوليات الرجولية دون تذمر، فتنسى أنها أنثى ومن حقها أن تدلل نفسها وأن تشعر بأنوثتها فتتحوّل، وبدون مبالغة، إلى المرأة / الرجل في آن واحد، هذا إن لم تكن عن عشرة رجال في تصريف الأمور وتدبيرها والقيام بكافة مسؤولياتها ومسؤوليات الرجال في منزلها سواءً كانوا “أخوة أو زوج أو حتى أب”.
ينفر معظم الرجال من هذه المرأة، رغم أنها الأكفأ والأقدر على تحمّل مسؤوليات الزواج، ويسخر معظم الناس من هذه المرأة، التي يتهامسون فيما بينهم، ومن ورائها بأنها امرأة “مسترجلة” رغم أنها قد تكون هشة من الداخل وضعيفة، ولكنها أبت إلا أن تكون جلمود صخر في مواجهة معترك الحياة. فبدلاً من أن تلجأ للغريب، وتريق ماء وجهها في طلب المساعدة من فلان وعلان، تقوم هي بنفسها بكل شيء، فتخسر في مجتمعاتنا العربية عامة، والخليجية خاصة الاحترام، أو لنقل بعضاً من الاحترام، بوصمها “مسترجلة” وهي تستحق الاحترام.
التصنيف: