المدرسة .. الثواب والعقاب
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان السليطي[/COLOR][/ALIGN]
هل أصبحت مسؤولية إدارة المدارس الخاصة تنتهي داخل حدود أسوار المدرسة فقط، وتتلاشى أي إشكاليات قد يتعرض لها الطفل أو الطفلة خارج هذه الأسوار أو أمام باب المدرسة، فهذا هو الواقع المرير الذي تعيشه الكثير من المدارس الخاصة والنموذجية، حينما تهمل الأطفال بمجرد لحظة خروجهم من المدرسة ويتحول الأمر إلى حالة من العشوائية، فمن المسؤول عن هذه الفوضى التي تزعج الكثير من أولياء الأمور وتجعل قلوبهم ترتجف خوفًا على أبنائهم نتيجة غياب الرقابة أو المتابعة الصحيحة من قبل إدارة المدرسة للطلاب عند حضورهم لمنزلهم التربوي وهو المدرسة أو انصرافهم منه؟، لذلك من المهم أن يكون هناك آلية واضحة للحفاظ على سلامة أبنائنا الطلاب.
الكثير من المشاكل التي قد يتعرض لها الطفل أثناء خروجه من المدرسة وهي حقيقة يشكو منها العديد من أولياء الأمور عاجزين عن إيجاد الحلول الفعالة لها، فوقائع الصدام والشجار الحاد الذي يحدث بين الأطفال أمام باب المدرسة من المسؤول عنه؟، بل يصل لدرجة الاعتداء على الخادمة المصاحبة للطفل عند محاولتها الدفاع عنه، في ظل غياب تام للمتابعة من قبل مشرفات المدرسة تحت أعين وبصيرة حارس المدرسة الذي لا يحرك ساكنًا بحجة أنه مختص فقط بتنظيم حركة مرور السيارات الخاصة بالآباء والأمهات أمام باب المدرسة، في مشهد مؤسف لم نره من قبل أو قد تعودنا عليه، حيث كان في الماضي ما يسمى بـ\”المناوبة\” وهو يتضمن تكليفًا واضحًا وصريحًا من إدارة المدرسة إلى المدرسين والمدرسات بمراقبة الأطفال ومتابعتهم عند خروجهم من المدرسة وحتى حضورهم لها بهدف المحافظة على سلامة الطلاب ويتم تغيير المدرسين بالتناول أسبوعيًا، وبالتأكيد حينما يشعر الطالب أو الطفل الصغير بوجود مراقب عليه من المدرسة يخشى أن يرتكب أي خطأ ويحاول أن يحافظ على شكله المثالي أمام مدرسه وهذه هي طبيعة الطلاب وبالتالي وجود نظام المناوبة سوف يمنع الكثير من الإشكاليات التي تحدث أمام باب المدرسة وخارج أسوارها وسوف يحافظ على سلامتهم فضلاً عن مراقبتهم وهم يستقلون الباصات وتسليمهم لمشرفات الباصات، وبالتالي يكون هناك نوع من المتابعة الدقيقة لسلامة هؤلاء الأطفال.
وللأسف الشديد فقد أوشكنا على أن نفتقد التعامل التربوي في التعاملات مع الآخرين بسبب عدم الإخلاص في العمل واللامبالاة، فهؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا جميعًا وهم مسؤولية المدرسين طالما أنهم متواجدون تحت مسؤوليتهم وإن أي إهمال أو تقصير فهو خيانة للضمير، لذلك فما يمنع أن يقوم المجلس الأعلى للتعليم بتوفير موظفين متخصصين في رقابة هذه المدارس كأنهم بمثابة لجنة متابعة من قبل المجلس يأخذون جولات على عدة مدارس مختلفة يتابعون مدى الحفاظ على سلامة الأطفال أثناء خروجهم ودخولهم ويرصدون حالات الفوضى والعشوائية التي تحدث أمام الكثير من المدارس في غياب تام من قبل إدارة المدرسة ويكون هناك نوع من الثواب والعقاب للمدارس التي تتقاعس عن أداء دورها في متابعة سلامة الطلاب لأن الحفاظ على سلامة أبنائنا وأطفالنا مسؤولية الجميع.
التصنيف: