المؤتمرات الطبية والإنجازات الجامعية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي[/COLOR][/ALIGN]
تتوالى إنجازاتنا الطبية باستخدام أحدث تقنيات العصر في خدمة الإنسانية في ظل تقدم طبي مذهل يعد سمة بارزة تشكل حصيلة سنوات طويلة من التجارب المتواصلة في شتى المجالات التي شاءت إرادة الله أن تتحقق على أرض الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومنارة العلم منذ فجر التاريخ بعد أن تمكن أبناء هذا الوطن الغالي بأخذ مكانتهم العلمية متجاوزين بها حدود بلادنا نحو العالمية تحصيلاً علمياً وتطبيقاً عملياً يؤكد نجاح سياسة الدولة في استثمارها لقدرات الإنسان السعودي وهذه الجهود لم تكن وليدة يوم وليلة وإنما تعد عصارة إنجاز علمي وفكري بمقاييس عالمية وبعثات دراسية جابت دول أوروبية وأمريكية وآسيوية متقدمة في المجالات الطبية وفي تخصصات تكاد تكون من الندرة توفرها في غالبية الدول فعلى سبيل المثال طب العيون نجد دولة كأسبانيا برزت بشكل لافت في هذا المجال وفي ايطاليا نجد تخصصات الجراحة المتقدمة تشاركها في المجال نفسه بريطانيا وفي المانيا حيث جراحة العظام وفي أمريكا جراحة القلب المفتوح والعيادات المتخصصة في أعلى مستويات الجودة النوعية التي تطبق الآن في مستشفياتنا السعودية وهنا لابد لي من إشادة من باب الإنصاف لأطبائنا الأوائل من الدفعات الدراسية الأولى بدءاً من الخمسينات الميلادية الذين سنحت لهم فرص الابتعاث في تلك الفترة وواصلوا بعد تخرجهم بدرجة البكالوريوس دراساتهم العليا وحصلوا على شهادات البورد وعادوا لأرض الوطن يشدهم الشوق للمشاركة في رد جميل بلادهم التي اعتنت بتعليمهم وتأهيلهم بأعلى الدرجات العلمية تحضرني أسماء عديدة قد تضيق بهم مساحة هذه الزاوية لازلت التقي بهم بين فينة وأخرى على درجات طبية عالية ساهموا بجهود مخلصة في خدمة مرضاهم ورفع شأن الطب السعودي بدرجة تتساوى مع انجازات عالمية ولا أبالغ إن قلت أنها تتفوق عليه في بعض الأحيان وهذا بتوفيق الله أولا واتكالهم عليه سبحانه وإيمانهم بأهدافهم الإنسانية التي من أجلها واصلوا الليل بالنهار ليقطفوا هذه الثمار اليانعة على أرض الوطن الذي يستحق هذا وأكثر وكنا في سابق الأيام ولعل جيل الآباء يذكر ذلك أن الكثير ممن يبحث عن الشفاء يذهب لدول بعيدة يتكبد مشاق السفر من أجل العلاج مهما بلغت التكاليف للمقتدرين منهم بينما ساهمت الدولة بقدر كبير في تحمل نفقات علاج الغير مقتدرين من المرضى وكرَّمت العديد من وجهاء المجتمع ورجالات الدولة في حالات مرضية مماثلة بعلاجهم على حسابها خارج المملكة والعناية بهم بالرغم من ارتفاع التكلفة لكننا اليوم نجد أن الله قد هيأ لنا هذه الكوادر السعودية من أبناء الوطن يقومون بالدور نفسه علاجا ومتابعة داخل حدود الوطن بتسخير التقنية إضافة للخبرات التي تميزوا بها ليكون العلاج في مستشفياتنا السعودية دون أن يتكبد المرضى تلك المعاناة في سابق الأيام بل أن العديد من الأشقاء في دول عربية مجاورة تفد إلينا رغبة في العلاج والاستشفاء وهذه الانجازات لم تتهيأ لولا وجود خطط واستراتيجيات طويلة المدى وفق معايير الجودة العالمية والمتابعة من قبل جهة الاختصاص ودعم يوازي سخاء وتطلعات قيادتنا السعودية واكبها رغبة ملحة للكوادر الطبية الأكثر تميزا بإجراء عمليات وأبحاث طبية عالية الدقة وتنظيم مؤتمرات يحضرها خبراء من دول عالمية أثبتت تفوقها في مثل هذه التخصصات الطبية لتتبادل كوادرنا السعودية مع هذه الخبرات العالمية الاستفادة كاملة ويتم تسجيل الأبحاث التي أجريت في مستشفياتنا بأيدٍ سعودية براءة اختراعاتها تشجيعا لهم وتقديرا لمواصلة عطاءاتهم وفي هذا الصدد يحضرني المؤتمر العالمي لجراحة العظام الذي تحتضنه كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة السبت القادم ولمدة خمسة أيام بعد أن حظي المؤتمر بموافقة خادم الحرمين الشريفين على إقامته وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وبحضور الرئيس الفخري للجمعية السعودية لجراحة العظام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز بمشاركة فاعلة لأبرز الأطباء من داخل المملكة وخارجها في هذا التخصص لمناقشة العديد من المواضيع وأوراق العمل والأبحاث الطبية في مجال تطويل العظام والمفاصل الصناعية وجراحة العمود الفقري وحوادث السيارات التي باتت تشكل خطرا جسيما يواجه الدول النامية التي لازالت تعاني من تدني مستوى الوعي الاجتماعي و الالتزام بتعليمات وأنظمة السلامة عند قيادة السيارات ولعل المراكز المتخصص لعلاج العديد من هذه الإصابات شواهد تُبكي زائريها حيث وصل بعضها لدرجة الإعاقة التامة وفقد الكثير من الشباب قدرتهم على مواصلة مشوارهم ومتعتهم في الحياة نقدر لمعالي جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ووكلاء الجامعة ولعميد كلية الطب ومدير المستشفى الجامعي وأعضاء هيئة التدريس ولرئيس المؤتمر جهودهم المخلصة .
[email protected]
التصنيف: