(الكشاف ذلك الجندي المجهول)

Avatar

ليلى عناني

إنه لفخر لنا أن يقوم أبنائنا بالتطوع في الكشافة \” فالكشاف جندي مجهول\” يؤدي خدمات مُشرفة، فأول ما أُنشئت الكشافة كانت في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، حيث أعجب بفكرة الكشافة وأهدافها وطلب دراستها وإمكانية إقامتها في المملكة وبدأت في عدد من المدارس الحكومية والخاصة في مكة المكرمة وأسفر عن ذلك قيام فرقة كشفية عام 1363هــ في مدرسة تحضير البعثات والمعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة. ولمن يخفى عليه عمل الكشافة أُحب إلقاء بعض الضوء على ما أدلى به سعادة الدكتور مقرن بن إبراهيم المقرن \”قائد معسكرات الخدمة العامة\” في زاويتي هذه، لقد بدأ اهتمام شباب الكشافة بضيوف الرحمن في أواخر السبعينات الهجرية في الحج وبدأت الخدمة العامة الفعلية رسميا عام 1382هـ. ولقد شعرت جمعية الكشافة العربية السعودية بأهمية الأعمال الجليلة التي يؤديها الكشافة السعوديون في الأراضي المقدسة أثناء مواسم الحج في كل عام، وكانت تلك هي السبل الفعالة للتعريف بهم وتعميمها، ولقد حظيت هذه المعسكرات منذ انطلاقتها بالدعم الكبير والمتواصل من حكومتنا الرشيدة حفظها الله تمثلت في افتتاح الملك فيصل طيب الله ثراه وولي عهده لتجمعات العالم الإسلامي، وافتتاح وزير المعارف آنذاك \”خادم الحرمين الشريفين\” لتلك المعسكرات، وكذلك وزير المعارف حينها الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله، وفي عصرنا الحاضر تتمثل تلك الرعاية الكريمة بافتتاح أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية لمعسكرات الخدمة في مكة المكرمة واستقباله وفود المناطق والمحافظات الكشفية في مكتبه كل عام، وكذلك افتتاح أمير منطقة المدينة المنورة لمعسكرات المدينة المنورة كل عام، كما مسئولي التربية والتعليم حيث يولى سمو رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية وزير التربية والتعليم عناية خاصة لتلك المعسكرات ودعمها بالإمكانات المادية والبشرية والفنية مما أهلها لتفوز بالسبق بين القطاعات التي تقدم الخدمة التطوعية في الحج وهي خدمات كشفية متميزة أُسسها الإخلاص، سمتها الإتقان ومنهجها التربية وللقيام بالواجب نحو الآخرين وخدمتهم، وتلك أحد ثلاثة مبادئ أساسية تقوم عليها الكشفية العالمية بل إن معسكرات الخدمة تعتبر فرصة ثمينة لكل مشارك من شبابنا للقيام بالواجب تجاه ذاته من خلال تنمية خبراته الشخصية منطلقاً في أداء مهامه ومسئولياته بدافع الإخلاص والإتقان، وللكشافة أدوار هامة جداً أثناء المناسك منها إرشاد الحجاج التائهين إلى المراكز الرئيسية والفرعية التي تبلغ أكثر من ثلاثة وعشرون مركزاً، العناية بالأطفال التائهين وإيصالهم إلى ذويهم، منع الحجاج من الحلاقة حول الساحات المحيطة بجسر الجمرات وجوار مجمع دورات المياه وتوجيههم إلى المواقع المخصصة، منع الطبخ بين المفترشين لغرض التجارة، متابعة النظافة العامة ومراقبة عمال النظافة بشكل عام، وتنظيم المستفيدين الذين يسألون عن بعض أحكام الحج في الدخول على أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وهذا من أجل وأهم التوجيهات.
للكشافة أدوار كثيرة جداً وهامة ومُشرفة في أكبر وأشمل تجمع إسلامي على وجه الأرض والي يأتي فيه الحجاج من جميع بلاد العالم بتنوع لغاتهم وعاداتهم لتأدية الفريضة، وفي الواقع لا يسع المجال هنا لذكر خدمات الكشافة الجليلة، والحق هم أبطال يستحقون كل تقدير واحترام.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *