الكذابون
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى زقزوق[/COLOR][/ALIGN]
عقدة أهل النقص الكبر والكذب يتطاولون بهما بلا خجل على مواقف الصدق والتضحية والمعروف وانكار ضعفهم وخيبة آمالهم أمام امتحانات الحياة ومشقاتهم في اثبات ذاتهم و لملمة أجزائهم الممزقة في كتل من المظاهر التي يتقايضون فيها نفاقا بنفاق وكذبا بكذب مع اشباههم .
وهذه النماذج في نظر الكثير انما يعتبرونها ضحية عقول ضعيفة أو تربية سخيفة أهملت واجبات توجيهها الى ما تصلح به لتصلح لها الحياة ومن فيها حتى لا تتعايش بأوهام الصغار ومزاعم الفخار أناء الليل وأطراف النهار ومغامراتهم كتابة عراقتها على صفحات استهلك تأكيد ذاته فيها ممن له معاناة مثلهم من سكان الكرة الأرضية .ومن يتنازع الخصومة والعداوة دفاعا عن هذه المصيبة يضيق من مواجهته بالصراحة والعمل بمبدأ التواضع والالتزام بالاحترام ليكون حيث تحب أن يكون في نظر الآخرين دون التسليم بمبالغات الاهتمام به وتقديره في كل مناسبة وتمايزه فيها بالجنوح الذي يزيد صلته بالمجهول في فكره العاشق لجاذبية الغرور وتأويل الشعور لصالحه .
إنها صور شاذة وغير طبيعية لأصحابها تركيبات نفسية تقوم على مغالطات وتلفيقات ومتناقضات يحاولون فرضها من جانبهم للوصول إلى حدود أهدافهم بغشاوة بصيرة وصولة عريزة وغرارة طبع حتى يجدون ذلك الشمول غير المحدود لا يتسع آخر ما فيه ليستمر دوران النفس حول ذاتها وتكرارها في مآسيها لحظة بعد أخرى .وحزن الروح وآلامها من هذه التصرفات لا يمكن اتهامه واتهامها بالغيرة والسقوط في براكين الأحقاد من نجاحات ليست غير اخفاق وعي لم يستدل على عيبه ومحاولته البحث عن الحقيقة لحل أزمات فراغ تلك المعاني منها والتماس التخلص من أنانيات ليس تفسير أو تعبير لجهابذة الذكاء والعبقريات والألمعية في قاموس الوجاهة الجديدة .هذه المؤشرات قد ترغم الصمت لأن يستريح حتى إذا ما استفحلت قوتها وحاولت الخروج عن مسار الحياة وجب مقاومتها وتوبيخها وتحجيمها وإعادتها الى ما كانت عليه من قبل أن يتمكن تأثير خصائصها من التسلل والانتشار فيتعلم من تنتقل إليه العدوى فيتورط مع ذلك البلاء عقله ولسانه أما من يسرق نجاح الآخرين وينسبه الى اجتهاداته فلا يمكن أن يتلذذ به ولا بمتسكباته إلا أن تكون وبالاً عليه يفسد عليه راحته وهدوءه واستقراره .
واستمراء استمرار هذا الأسلوب والتلاعب بنزاهة الوجدان واستغلاله باسم الحياء لا بد من التنبيه اليه والانتباه لممارسات تلبس مسرح الأتقياء وتتستر بكرامات الشرفاء و نبالتهم .
انها ظواهر تجدها في كل القارات الخمس كما تجدها قريبة منك لترسم لك معطياتها ومساهماتها لخدمة الانسانية الى أن تفاجأ بأن النوايا تتجه الى غير ذلك .وحينما يتمدد ذلك النوع في أفعوانيته وتدنو اليك نظراته المتوحشة لافتراس براءتك ليلغي منها الاحساس بالفرح وبالمعروف فيلكن حذرك لقاحا واقيا من سموم تتناثر لتقتل كل معنى للحب وجمالياته .وعندمانستضئ بنور الحق فلا يمكن أن تسيطر على نفوسنا مسلسلات مغامرات فاسدة ترزأنا بخستها لتصيب ضمائرنا بالانكسار .ولايمكن أن ترتبك موازين العقل أمام تيارات الجهل لأن العقل يؤدي خدمته الانسانية بأخلاقيات مطمئنة تعمل ويعمل معها لمكاسب آخرته .
[ALIGN=LEFT]٭ شاعر وأديب سعودي[/ALIGN]
التصنيف: