القوة مع الحق افتك سلاح

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

لا أظن أحداً يزعم أن ماقامت به \”إسرائيل\” يوم الاثنين 31/ 5/ 2010م، من الاعتداء الغاشم على قافلة الحرية، المكونة من ست سفن مدنية تحمل مساعدات انسانية وعدداً من المتضامنين مع المحاصرين في غزة ظلما وعدوانا، كان امراً غريباً على سلوك هذه الشرذمة الصهيونية ، التي زرعت في منطقتنا عبر قوى عالمية مسيطرة، لا تزال حتى اليوم تناهض كل محاولة جادة للنهوض من قبل شعوب هذه المنطقة.
فهذا السلوك هو الاصيل في هذه العصابة التي انشأت دولة على أرض لا تملكها ولاحق لها فيها، بترتيب من دولة الاستعمار الاولى في العالم \”بريطانيا\”، التي لم تكن كما يزعمون تغيب الشمس عن املاكها، التي هي املاك شعوب مقهورة، والشعوب العربية والاسلامية لم تنس هذا ولن تنساه ابداً ، واللحظة الراهنة إن لم تستطع دولنا دفع العدوان فإنها ستجد الوقت المناسب لا لدفع العدوان فقط ، بل ولاعادة الامور مرغمة الى الاماكن التي جاءت منها بعدل واحسان، فقد سبق لغيرهم ان احتل هذه الارض المقدسة في فلسطين زمنا طويلاً، عبر حروب زعمت أنها دينية \”الحروب الصليبية\” ولكن اخصلوا النية وجدوا في العمل، وعاملوا شراذم المحتلين البائسة بما تجاوز العدل الى الاحسان، وكل المحاولات التي يسعى اليها اليوم عبر المحافل الدولية لمحاسبة هذا الكيان الغاصب يجب ان تستمر.
ولكن يجب ادراك ان المعول عليه لرد العدوان والحصول على الحقوق إنما هو أن تبنى القوة القادرة على ذلك، فالباطل الذي أسس على القوة لا يزول الا بحق يؤسس على القوة أيضاً، فالقوة مع الحق اشد السلاح فتكاً بأهل الباطل، وهذا لايكون إلا عبر تضامن بين اصحاب الحق واتفاق، وإلا كان كل جهد يبذل لتحقيق هذه الغاية لاقيمة له، فقد استهين بحقوقنا ونحن مختلفون، ولم نستطع ان نرد العدوان عقوداً ، لأننا لانحسن الاتفاق في اوقات الضرورة، فإن تنهك حقوقنا وتسلب اراضينا، ولاننفق على شكل سلطة منقوصة تحت الاحتلال لهي الكارثة، التي تنذر بزمن يطول لهذا الاحتلال فهل نفيق من اوهامنا، هو ما أرجو والله ولي التوفيق.

ص.ب 35485 جدة 21480
فاكس: 6407043