القصاص وسيلة ناجعة للقضاء على الإرهاب
في الغرب ظهرت دعوة للتخلي عن الإعدام كلياً، مهما كانت الجرائم المرتكبة، وظنوا أن هذا باب من الرحمة والرأفة بالإنسان، ولكنهم نسوا ان ذلك الذي استحق القصاص أو الإعدام هو من تخلى عن الرحمة حينما ارتكب جريمته الشنيعة، ولم تأخذهم الرأفة بضحايا القتلة، ممن قضوا نحبهم على أيديهم، والقاتل في كثير من الأحيان لم يكتف بالقتل، بل يذهب الى التمثيل بجثته أحياناً، وهو إنسان ينسى المودة والرحمة التي جعلها الله بين الزوجين فيقتل زوجته مثلا ويحرم أولادها منها لأتفه الأسباب أو لأنه متعاطي مخدرات مثلا، وهذا إرهابي يحمل السلاح وينشر الرعب بين الناس، ويقتل الأبرياء ويستولى على أموالهم، وفي كثير من الأحيان يدمر العمران ويعتدي على الأعراض، ومثله لا يكتفي بذلك بل يمثل بجثث من قتلهم، ويختار لهم من القتل أبشع صوره، مما نراه اليوم في أماكن كثيرة، وهذا بعض من كل من صوره.. اليوم ترى على شاشات القنوات وتقرأ على صفحات الصحف، وكلها قسوة متناهية، ولا سبيل للتخلص من كل هذا إلا إذا علم القاتل أن القانون سيقتص منه بمثل ما فعل، وهو ما سماه ربنا عز وجل في محكم كتابه العزيز القصاص فقال: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) وقال: (ومن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) ، وقال: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً) وقال عز وجل (وما كان المؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطئاً ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة مؤمنة – الآية) وقد بين ربنا عز وجل الحكمة من القصاص فقال: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون) والقصاص في أصله مطلق المساواة والتتبع، فمن قتل يقتل، ومن جرح يجرح ومن قطع عضواً من إنسان وأفسده قطع منه أو أفسد، والاعتداء على النفس والبدن درجات، وفيه القصاص بمعنى المماثلة بمثل ما فعل، وفيه الدية في حالتين إثنتين: القتل شبه العمد، والقتل الخطأ، وقد يؤول القصاص إلى الدية إذا رغب أولياء الدم، ذلك أن القصاص والدية حق لأولياء الدم الذين يرثون القتيل في الحالات العادية، وهم من يختارون القصاص أو الدية ولكن في الحالات التي يعم شرها كالإرهاب فالقصاص يجب أن يكون العفوية الوحيدة ولا رأي لأحد فيها، ويعطى أولياء الدم دية من بين المال، مثله مثل البغي وقطع الطريق باستخدام السلاح وقتل من قطع عليهم الطريق، وحتماً بالتجربة فالقصاص وحده العقوبة الرادعة، التي تجعل المجرم أو الإرهابي يراجع نفسه مراراً قبل الإقدام على جريمته وقد تصرفه عنها في غالب الأحوال أما إذا علم أنه لن يقتل وسيسجن فقط حتى لو طال سجنه، فهو يتطلع إلى أن يخلى سبيله لأسباب كثيرة، والدولة في سجنه متكفلة به، وهذا هو ما يزيد السجون ازدحاماً، وهي اليوم أشبه بالفنادق، فلا يحس أحد فيها بأنه يعاقب وطبعاً وسائل ثبوت القصاص بالاقرار، أو الشهادة وقد يكون المجرم قد شاهده الكثيرون، والدول التي تدافع عن الإرهابيين حينما يحكم عليهم بالقصاص أو الإعدام، وتستنكر ذلك إنما تريد أن تشيع الجرائم البشعة في المجتمعات الإنسانية خاصة دولنا العربية والمسلمة، وهذه الدول للأسف لا ترى حكماً يثبت في محاكمنا لأننا لا نحكم بقانونهم وتشكك في أحكامنا وإنما تريد أن تشيع الجريمة في بلداننا والاستقلال يقتضي أن تختار القانون الذي نحكم به، فكيف إذا كان قانوننا إلهي المصدر نؤمن به ديناً، فلا نقبل من أحد منازعتنا فيه، ولو قوبل هؤلاء الإرهابيين باحكام شرع ربنا فانه سيختفون سريعاً. فاللهم انصرنا عليهم واجعل بلادنا أمنا ورخاء والله الموفق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]
التصنيف: