الفن وخدمة قضايانا المعاصرة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] إبراهيم مصطفى شلبي [/COLOR][/ALIGN]

تابعت عبر الشاشة الصغيرة برنامجا ملفتا عن جدار الفصل العنصري العازل الذي يعزل الضفة الغربية عن أراضي الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة ذلك الجدار الخرساني الكئيب ولقد شاهدت كيف حول أطفال وشباب فلسطين بأناملهم الغضة وخيالهم الخصب وحسهم الوطني الجارف كآبة ذلك الجدار إلى بانوراما فنية مبهرة وحولوه إلى جداريات زاهية الألوان برسوماتهم المعبرة بما تعكسه من روح المقاومة والصمود التي يجسدها هؤلاء الشباب تلك اللوحات بما تحمله في طياتها من معنى الفداء والتمسك بالأرض والنضال من أجل قضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين.
كانت تلك الرسومات تحكي الانتفاضة والحجارة المباركة وقد حولت حياة الصهاينة إلى جحيم لايطاق وقضت مضاجعهم فكان وقع تلك اللوحات التشكيلية أعظم أثرا من دباباتهم وطائراتهم وبوارجهم الحربية حتى أصبحت هذه الجداريات مزاراً للسياح الأجانب يقفون أمامها ويلتقطون لها صورا فوتوغرافية تذكارية وتطبع على أغلفة المجلات العالمية وهذا يعكس قمة الاحتجاج والغضب الفلسطيني على إقامة هذا الحاجز الإسمنتي القهري وبهذا الإحساس الفني المرهف وصلت الرسالة إلى كل أنحاء العالم فالفن هو ابن البيئة والفنان هو ابن قضاياه يعبر عنها بكافة أحاسيسه ويمكننا بكافة تفرعات الفنون أن نخدم القضية ونوصلها إلى كافة أنحاء العالم عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة التي جعلت من العالم على اتساعه حيا واحدا وإنني أترحم على فقيد فن الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي حول ريشته ورسوماته الجريئة إلى أسلحة سريعة الطلقات أقوى من فسفورهم الأبيض وقنابلهم الارتجاجية وطائراتهم الاستطلاعية فلم تحتمله قوة الغدر والعدوان فأزهقت روحه البريئة قبل عدة سنوات.
وقفة :
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإنني اتوجه بتحية شكر وتقدير إلى الفنان الكبير محمد عبده الذي غنى لروح الصمود الفلسطيني وتفاعل مع آلامهم وجراحهم وقام بزيارة ضحايا العدوان الإسرائيلي الذين يتلقون العلاج في المستشفيات السعودية ولفتته الإنسانية تلك اللفتة بما عكسته من روح الأخوة واستلهامه من توجهات قادة هذه البلاد من وقفات إنسانية دائمة لكل القضايا العربية والإسلامية، و كم نتمنى من فنانينا الأعزاء المبادرة والدعم ومشاركة أبناء غزة الجريحة وجدانيا بأي نوع من أنواع الدعم المتاح خدمة للقضية الأولى قضية فلسطين.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *