الغفلة ومن يبيع ابنه؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
ماذا يعني ان يقوم رجل وهو بكامل قواه العقلية وبكامل صلاحياته النفسية بالاعلان عن بيع ابنه او ابنته على أحد الارصفة او في احد الميادين أو حتى تسليمه للسلطات الامنية في بلده كما حدث هذا قبل ايام في \”الاردن\” نتيجة عجزه عن اعاشة الابن، وهذا يعيد الذاكرة الى بدايات السبعينات الميلادية عندما قيل بأن المفكر والشاعر نجيب سرور عندما ضاقت به الاحوال وبات لا يجد قوت يومه واصبح كالمشرد انزل طفليه الى ميدان سليمان باشا وراح يعرضهما للبيع، هذا ما قيل يومها فماذا يعني هذا الفعل؟ انه يعني الكثير من التفكك الاسري والاجتماعي.
ففي الوقت الذي يتطاير الثراء من افواه البعض نجد بجانب ذلك بعض الافواه لا تجد ما يسد رمقها او يكفيها مذلة السؤال واهانته، لا أعرف كيف يستساغ هذا الوضع؟ ان يكون هذا الثراء وهذا الفقر المدقع جنباً لجنب لابد ان يكون هذا على حساب ذاك وهذا ما قاله الامام علي ذات يوم قولته الشهيرة الواصفة أدق الوصف لهذا الوضع عندما قال \”ما رأيت ترفاً الا وبجانبه حق مضيع\”.
ان التكافل الاجتماعي مطلب اساسي في حياة الناس، فلابد ان يكون هناك احساس بالآخر وهذا التوجيه الكريم.لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. اكبر مرشد لنا في اهمية هذا التكافل الاجتماعي.
ان احداث سيل الاربعاء المشؤوم أوضحت لنا كم نحن مقصرون تجاه اولئك الذين ذهبوا في غفلة منا رحمهم الله، وتجاوز عن اغفالنا عنهم. حيث اوضحت الصور المنشورة عن حالة الفقر والاحتياج التي لم نكن نتصور وجودها، وهي الدالة على جهلنا للحالة التي كانوا عليها او معظمهم انها الغفلة بالآخر مع الاسف.
التصنيف: