الدور الغائب عن مدارسنا
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]
للتربية المدرسية دور مهم في تربية النشء تربية واعية تتواءم مع سماحة ديننا العظيم وهذا شأن اجتماعي لا يمكن تجاهله ولكن واقعنا يدلل بما لا يدع مجالاً للشك عن قصور ملحوظ في تطبيق وتفعيل هذا الدور والذي يعد منطلقا لتكوين شخصية الفرد الاجتماعية والنفسية. إن مشكلاتنا المزمنة مع التعليم جعلت الاهتمام ينصب في المطالبة الملحة بتغير مناهجه المتعثرة وإيجاد أنجع الحلول بغية تصويبها، ولكن يبدو أن هذا التوجه المهم بطبيعة الحال قد أدى إلى تهميش التربية المدرسية وكيفية تفعيلها، إننا وبالنظر إلى حال من سبقونا في رحاب التقدم سنجد أن لهذا السبق انعكاسًا ملموسًا على أرض الواقع وسببه الرئيسي يكمن في تكامل دور التربية المدرسية مع مناهجهم التعليمية الجيدة وهو ما يمثل الدافع الرئيسي في تسريع عجلة النمو و بناء الإنسان وحضارته في أي مجتمع كان. دعونا نستعرض هذا المثال من خلال هذه الأطروحة للإعلامي أحمد الشقيري والتي جاءت مواكبة لرحلته الشيقة إلى اليابان – يقول الشقيري ((إن الأطفال في كافة مدارس اليابان من أولى ابتدائي وحتى الثالث الثانوي لديهم ربع ساعة مخصصة من الدوام يوميا يقومون فيها بتنظيف مدرستهم بأنفسهم! في كل فصل دولاب فيه أدوات النظافة ولديهم نظام معين يحركون فيه الطاولات ويقومون بتنظيف الأرضيات والطرقات هم والمدرسون معهم يدا بيد!
لماذا ؟ ليس لأن المدارس اليابانية فقيرة وليس لأنهم يريدون توفير قيمة عمال النظافة! ولكن لأنهم يرون أن في ذلك تربية للأولاد على عدة مبادئ منها التواضع والنظافة والعمل الاجتماعي. إن الملفت للنظر أن التربية لديهم تأتي بالعمل وليس بالتحفيظ.فمثلا الطالب لدينا قد يحفظ حديث (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) ويختبر فيه: من راوي الحديث..؟ ومتى ولد..؟ وما معنى كلمة إماطة..؟ وما معنى كلمة أذى..؟ ويجيب ويأخذ درجة كاملة في الاختبار ثم عندما يخرج يرمي ورقة الاختبار على الأرض!! هذه الفجوة بين التحفيظ والتطبيق هي المشكلة. وكان من الأفضل أن يتلقى الطالب هذا الحديث أثناء تنظيفه لمدرسته يوميا.
.. ونحن بقدر ما نعانيه من قصور في هذا الجانب وبقدر ما نعانيه من غياب للقدوة الحسنة أيضا سوءا أكان على المستوي الأسري أو مستوى المعلمين أنفسهم نجد أننا قد تقاعسنا عن تفعيل أنشطة عالمية هامة يحتفي بها كل العالم اليوم كاليوم العالمي للقراءة واليوم العالمي للمسرح واليوم العالمي للنظافة واليوم العالمي للبيئة وغيرها من الأنشطة المهمة، إننا نتجاهل مواعيدها ولا نوليها أدنى اهتمام وهذا للأسف نتاج تفريطنا في إرساء مبادئ التربية المدرسية السليمة والتي بطبيعة الحال لها الدور الأمثل في تعريف الأجيال بواجباتهم نحو مجتمعهم .. إنها المعادلة التي لم نتوصل بعد إلى أبجديات حلولها البسيطة.
** حتما للتربية المدرسية أثرها الذي لم يؤثر فينا بعد لنصحو من سباتنا العميق ونلحق بمن سبقونا منذ أمد بعيد.
التصنيف: