[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيل حاتم زارع [/COLOR][/ALIGN]

كثير منا من يبحثون عن الدفء فهو كائن حي لا يستطيع أن يعيش دون أن يشعر بالأمان رجلا كان أو امرأة، طفلاً كان أو كهلاً، لأنه إنسان له مشاعر وأحاسيس وآلالام وجروح يحتاج إلى من يداويها ويخفف عنه من وجعها فإذا تألم منها لوحده سيضمر نفسيا ويشعر أنه لا قيمة له في الحياة وبالتالي قد يعتقد أنه لا داعي له في الحياة وبالتالي سيعيش في أجواء مضطربة وقد يرى أن الناس مضطهدوه ولا يريدون مشاهدته أو على الأقل يعتقد أنه خجل من المجتمع فالذي سيعوض عن هذا الحنان هو الدفء ولكن هل هناك من يستطيع أن يقوم بهذا الدفء بمعناه الحقيقي أم يقوم بأداء هذا الجهد لمجرد أداء مهمة كلف بها على مضض وينفذها من أجل إرضاء مشاعر وإرضاء ضمير ويكون الأداء رسميا فقط.
ومن الممكن أن يكون هناك من يوهم بأنه بحاجة إلى دفء وبالتالي يتعامل على هذا الأساس ويصبح يعامل الآخرين بهذه الصورة ويتقمص شخصية الإنسان المحروم عاطفيا ويصبح هاجسه البحث عن العاطفة وربما يكون لديه اكتفاء ذاتي من العاطفة ولكن تكمن الفكرة في أن يريد أن يلفت الأنظار لنفسه حيث يشعر بأنه بلغ من العمر مرحلة معينة وأنه فاته القطار.
وحقيقة إنني أشعر بأن مجتمعنا قاسٍ مع نفسه كثيراً ويستخسر في نفسه الحب والعواطف ويستعلي عليها على أنها من العورات وربما يفكر أنها من الكبائر والمحرمات ويخجل من مصارحة ذاته أو أقرب الناس إليه وتكمن المصيبة إذا كان من لجأ إليه من أصحاب الفكر المتحجر وكان الله في عون مجتمعنا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *