الخطوط السعودية وتراكم الأخطاء
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف [/COLOR][/ALIGN]
ليست الخطوط السعودية وحدها بين الأجهزة الحكومية التي تغيب عنها الرقابة والمحاسبة، فتتراكم بسبب ذلك فيها الأخطاء، فكثير منها يعتريه نفس الداء، ويغيب عنه التشخيص والدواء، لكنها الأشهر بينها في هذا الحال، فأخبار الأخطاء ترتكب فيها تملأ الصحف، وتسير بها الركبان، وهي حديث المجالس الدائم كل يوم، في كل قسم من أقسامها مشكلة، فالطعام الذي يقدم للركاب على رحلاتها لا يزال يتردد صدى بعض ما اعتراه في الآونة الأخيرة، ولم يجعل الركاب يقبلون عليه، وأوقات الرحلات متغيرة غير ثابتة ولا منضبطة – ومن يحجز على درجة الأفق مثلاً يجد نفسه مخيراً بين أن يسافر على الدرجة العادية أو ما يسمونها \”الاقتصادية\” أو أن يؤجل سفره، ولو ترتب على ذلك ضياع بعض مصالحه،ومن يسافر عليها لم يعد يستطيع أن يخبر مستقبليه بموعد وصوله، وأما الطائرات المستأجرة فقصتها لا تنتهي وما حدث منذ السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك للمعتمرين المصريين والذي تناقلته الأخبار مؤخراً أمر غير مقبول، فقد أمضوا أوقاتاً طويلة في انتظار السفر دون جدوى، تأخرت رحلاتهم، وسافر بعضهم دون حقائبه وشكا معاملة سيئة، والذي جعلهم عندما لم يجدوا آذاناً صاغية لشكواهم، أن يصرخوا عبر الإعلام بمأساتهم، التي تجاوزت الساعات إلى الأيام، ولا يردون أحد المقولة المعلبة أننا مستهدفون من قبل بعض وسائل الإعلام، فلم تعد مجدية هذه العبارة التبريرية في الاجابة عن كل قصور يحدث، فنحن إذا لم نبادر إلى اصلاح أوضاع هذه المؤسسة الوطنية، عبر تكثيف الرقابة على أعمالها، ومحاسبة من يرتكبون الأخطاء فيها، حتى لا نفقد الكثير من مؤسساتنا الوطنية، ونهدر الأموال التي تنفق على انشائها وتطويرها .. والذي لم نلحظ منه شيئاً حتى يوم الناس هذا، إلاّ إن كانت التصريحات المتوالية هي التطوير نفسه، ونحن على يقين في زمن الاصلاح هذا أننا سنغير أساليبنا في معالجة الأخطاء، فصناعة النقل لم تعد كما كنا نتصورها مؤسسة حكومية للطيران تسير رحلاتها وإن لم تحقق ربحاً، ولا تسأل عما تقدمه من خدمات مدفوعة الثمن مسبقاً، إن لم تجودها لم يمكنها أن تنافس في سوق السفر العالمي، ولعلنا اليوم فاعلون، فهو ما نرجو والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407047
[email protected]
التصنيف: