الحملات الوهمية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الناصر الكرت [/COLOR][/ALIGN]
من الأشياء الجميلة التي تحسب للجهات الأمنية في المملكة رصد عدد 32 حملة حج وهمية بالإضافة إلى 38 شخصاً من العاملين فيها والذين سيحالون إلى جهات التحقيق تمهيداً لتطبيق النظام في حقهم – طبقاً لما أوضحه مساعد قائد قوات أمن الحج – وهذا الكشف المبكر حقق خدمة جليلة لعدد غير قليل ممن كانوا ينوون التسجيل في تلك الحملات التي كشف الله أمرها قبل أن يتورط الحجاج فيها , كما سابقيهم في الأعوام الفائتة , الذين وقعوا ضحية للنصب والاحتيال من أصحاب الحملات الوهمية الذين خدعوا الناس وأخذوا أموالهم بالباطل وأوصلوهم إلى المشاعر وتركوهم يواجهون المشكلات , حيث لم يجدوا مكاناً محدداً ولم يقابلوا أحداً ولم يلقوا أية خدمة تقدم لهم بعد أن توارى المحتالون تماماً عن الأنظار . وقد فهمنا سابقاً أن معظم سماسرة تلك الحملات من العمالة الوافدة وغير النظامية الذي يختفون عند البحث عنهم !
وهذا في الواقع نوع من النصب والخداع المؤسف الذي يمارسه بعض ضعاف النفوس باستغلال حرص المسلمين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وتأدية الفريضة , وهؤلاء المخادعون يقدمون في العادة عروضاً مغرية وبأسعار متدنية مقارنة بغيرها من الحملات مما يشجع بعض الناس للتسجيل فيها حسب إمكاناتهم المادية التي قد لا تمكنهم من التسجيل في حملات عالية التكاليف , وتكون النتيجة خسارة للمال وخسارة أكبر بعدم إكمال الحج .
ومن واجب الحكومة حماية الناس – سواء المواطنين أو المقيمين – من هذه الحملات الوهمية بالتوعية في جميع وسائل الإعلام قبل موسم الحج وبعدد من اللغات , وأيضاً سرعة توقيع العقوبات في حق المخالفين الذين نستطيع أن نسميهم المجرمين إذا ثبت فعلاً أنهم يمارسون التكسب غير المشروع وتعريض العبّاد للمشكلات المتعددة , التي قد لا تمكنهم من أداء الفريضة على الوجه المطلوب , أو أدائها بما يكتنفها من صعوبات ومتاعب وأزمات .. قد تسبب لهم الأمراض وربما تؤدي ببعضهم إلى الوفاة بسبب التساهل في أمر أولئك الحجاج . ومن الواجب التشهير بتلك الحملات المزيفة وأصحابها عقوبة لهم وردعاً لغيرهم ممن تسول لهم نفوسهم القيام بمثل عملهم في الأعوام القادمة . ونعلم أن هناك عقوبات مقررة إلا أن الحملات الوهمية تتكرر بل تتزايد كل عام ولا أعلم هل تطبق فعلاً تلك العقوبات المحددة كما يجب أم لا ؟ لأن التساهل يفضي إلى انتشار الفوضى وزيادة العابثين . ونعلم يقينا أن حالات النصب باتت ظاهرة في كثير من الجوانب التي تلامس حياة الناس ومنها بعض مكاتب الاستقدام الأهلية وربما غير المرخصة وبعض الحملات السياحية الصيفية إلى الخارج التي تأخذ أموال الناس بالعقود المزيفة والوعود الجميلة وفي النهاية تتبخر كل الوعود وتضيع أموال الناس , فقد لا يتمكنون من الحصول عليها بسهولة – هذا إذا لم تضع – لأنهم إذا اتجهوا إلى بعض الجهات الأمنية لا يجدون أدنى حرص لاستعادة ما استلب منهم وتطبيق النظام في حق المتلاعبين.فهي قضية متلازمة الأطراف تحتاج إلى ردع قوي , ولا أعتقد أن الحملات الوهمية أياً كان مجالها ستنتشر بهذه الصورة المعلنة لو كانت العقوبات مطبقة وحقوق الناس محفوظة بالشكل المطلوب والله الموفق.
التصنيف: