الحلقة الثانية : حديث عن المدينة المنورة وأهلها
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سعود عبدالعزيز الحجام[/COLOR][/ALIGN]
حتى إذا ما أردت أن أكون منصفاً أقول وبدون أية مبالغة او تحفظ بأن أهل المدينة المنورة كانوا ومازال منهم بقية على الأرض يمشون كأنهم الملائكة \” لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون \” إذا رأيت أحدهم ترى في وجوههم سيما الصلاح واثار البراءة .كل ذلك لم يتوفر إلا بفضل من الله ثم بفضل الجوار النبوي والذي قال الله في صاحبه عليه الصلاة والسلام \” وإنك لعلى خلق عظيم \” تلك شهادة يشهد الله بها لرسوله في كتابه الكريم .وكما يقول هو ايضا عن نفسه صلى الله عليه وسلم \” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق \” كيف نستغرب بعد ذلك اذا ما رأينا أهل المدينة على هذا المستوى وتلك الصورة من السلوكيات الفاضلة والاخلاق الحميدة بل وزد على ذلك ما هم عليه من الأثرة على نفوسهم ذلك ما عرف به عنهم ولعلي وأنا أتحدث عنهم لا أنسى أن اذكر بعض ما كانوا عليه من فضائل الأعمال وما يتمتعون به من اخلاقيات تعبر عن مدى حرصهم على خدمة بعضهم لبعض وتقديم ما يستطيعون تقديمه من غال ونفيس لكل من يتعاملون معه حتى ولو كان من غير بلدهم او جلدتهم وهذا ما اكسبهم تلك المكانة السامية التي اصبحوا بها متميزين عن سكان المعمورة من المسلمين .وإليك أيها القارئ الكريم ما كان عليه الطيبون وهذه التسمية نسبة لطيبة الطيبة على ما كانوا عليه من عادات وتقاليد تميزهم عن غيرهم وسببا كبيرا في حب غيرهم لهم ومنها .ان وفداً اتى زائراً للمدينة وبشكل غير رسمي فبمجرد ما علم عنه اهل المدينة هبوا سراعا اليهم وتقاسموهم في بيوتهم وفي معاشهم وهم لا يعرفونهم ولم يكن لهم أي علاقة بهم .اللهم الا أنهم مجرد زائرين لبلادهم وهذا فيه أكبر دليل وأوضح برهان على ما عليه أهل تلك المدينة المنورة من كرم وحب لزائريهم وإلى لقاء قادم إن شاء الله .
التصنيف: