الحكم الإسلامي .. سيناريو الفشل

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أبو رمان [/COLOR][/ALIGN]

بعد عقود من المعاناة والاضطهاد والاعتقال والإعدام والتشريد.. يصل الإسلاميون إلى الحكم في تونس والمغرب، ويقفون على أبوابه في مصر ودول عربية أخرى. لكنهم يأتون إليه بعد أن أصبح مدعاة للفشل لا للنجاح .فهم يصلون إلى مواقع السلطة والمسؤولية اليوم ليرثوا أزمات اقتصادية ومالية خانقة في أغلب الدول العربية، مع معدّلات مرعبة من البطالة والفقر وتبديد الثروات عبر الفساد والفشل في مشاريع التنمية، في ظل أزمة مالية عالمية تضرب الاقتصادات الكبرى، فضلاً عن المهزوزة والهشّة، ما يعني أنّهم سيتعاملون مع واقع مرعب.
المشكلة تزداد تعقيداً وصعوبة في أنّ الربيع الديمقراطي العربي رفع من سقف توقعات الناس في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والخدماتية واليومية، بعد أن دفعوا كلفةً كبيرة، إنسانياً واجتماعياً، حتى حقّقوا حلمهم بالحرية، فهنالك أغلبية تريد أن تجني العنب مبكّراً، وهو ما يشكّل بحد ذاته مأزقاً كبيراً للحكم الإسلامي الجديد.الإسلاميون ليسوا محاصرين فقط بالأزمات الاقتصادية والتوقعات السياسية المرتفعة، بل أيضاً بوجود قوى متربّصة ما تزال تمتلك مقاليد السلطة الخفية والقوة العسكرية الحقيقية، تسعى بحرص إلى إفشال هذه التجربة الجديدة، لتنهي \”التفرد الإسلامي\” في الشارع.
أمّا عن المشكلات الذاتية لدى الإسلاميين، فثمة زوايا مختلفة ومتعددة. فهذه الحركات ستتحول فجأة من المعارضة الخطابية إلى مواقع المسؤولية والسلطة، وهي قفزة كبيرة، بدون فترة انتقالية تدريبية، ما قد تنجم عنه أخطاء وزلاّت متوقعة وكبيرة.
المشكلة الأخرى أنّ المشهد الإسلامي لم يعد محتكراً من قبل حركات بعينها اكتسبت خبرةً سياسيةً خلال العقود الماضية، بل دخلت على المشهد حركات ذات طابع متشدد لم يمارس أغلبها العمل السياسي الواقعي البراغماتي من قبل، فهم لم يخوضوا -سابقاً- غمار الصراع الواقعي، وهم اليوم يشكلون أحزاباً سياسية، كما هي الحال في مصر، ويمثّلون رقماً صعباً في المعادلة السياسية، كما هي الحال في ليبيا، لكنهم لحداثة تجربتهم السياسية وللأرضية الأيديولوجية الصلبة، مرشحون أكثر من غيرهم لارتكاب أخطاء فادحة أو الاستدراج لخطابات وأعمال تضرب صورة الحركات الإسلامية جميعاً.
بعد عقود طويلة من الانتظار، الإسلاميون يأتون إلى الحكم اليوم، لكن في لحظة محفوفة بالألغام والمخاطر. ولعلّ القاعدة الذهبية المهمة أنهم يجب أن يدركوا بأنّ الحكم الإسلامي اليوم ليس على طريقة \”طالبان\” أو \”القاعدة\”، وإنما وفق نموذج رجب أردوغان.. وإلاّ فشلوا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *