الحساسية علوم وحكايات
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
بالطبع لا أقصد الحساسية التي يصاب بها الجلد أو تسببها بعض الأدوية والمأكولات بحكم أنني لست طبيباً، ولكني أتحدث عن الحساسية الشخصية التي تدرس في علم الإدارة لأهمية التعرف عليها وممارستها في مختلف التعاملات الإنسانية، وبسبب الحساسية توجد حكايات كثيرة ومتباينة على مختلف المستويات الاجتماعية ولهذا وجد العالم نفسه مضطراً لوضع ترتيبات محددة تسمى (البروتكول) أو المراسم لكي يتم تفادي الحساسية الشخصية على مستوى رؤساء الدول وكبار الضيوف حتى لا يتحسس الضيف من قول أو فعل قد يثيره مما يؤثر على العلاقة وقد يصل إلى أن يعتبر نوعا من عدم الاحترام أو الترحاب.
تطغى الحساسية على مستوى الأفراد، الجماعات أو الحكومات في بداية العلاقة وقبل توطيدها أو اطمئنان الطرفين لبعضهما وهذا مما يلاحظ في العلاقة الزوجية التي تكون بداية معرفة الزوجين لبعضهما فتجد أنك قد تحتاج للحرص حتى في استخدام بعض الكلمات أو الجمل التي قد يتحسس لها الطرف الآخر لأن الحساسة تعتمد على عدة عوامل مختلفة يأتي في مقدمتها ثقافة الشخص، البيئة المحيطة ونوع العلاقة.
يجب مراعاة الحساسية مع جميع الناس على قدر العلاقة واستمرارها لابد أن يلاحظ ويتعرف كل منا على مناطق التحسس عند الآخر ويحاول أن يكون واضحاً فيها أكثر من باقي الأمور وبالذات في بداية العلاقة أو طوال المعرفة طالما أن أحدنا يتحسس من أمر تَركه لا يضر بالآخر بل يزيد التقدير من المتحسس تجاه الشخص الذي تحسس وتعامل بالأنسب.
يحدث أحياناً أن تكون الحساسية مفرطة لأسباب مقنعة أو مجرد طباع تختلف من شخص لآخر وحسب البيئة والظروف التي تظهر فيها الحساسية المفرطة والتي بالطبع غير محبذة مع تشجيع علم الإدارة على وجوب توفر قدر جيد من الحساسية والتحسس عند المدير حتى يتلمس احتياجات أفراد الطاقم الذي يشرف عليه لأن الحساسية عبارة عن تفاعلات نفسية عدم التعامل معها بصورة مباشرة قد يجعل الموظف مضطرباً والمدير متهرباً فتتأثر الإنتاجية في العمل الأمر الذي دائماً ما ينعكس على حياة الموظف خارج العمل وبازدياد هذه الحالات يصل الضرر ليكون مؤثراً على مستوى المجتمع لدرجة التبلد.
كتب التاريخ وكثير من حكايات الناس تروى أحداثا إيجابية وسلبية كانت نتاج الحساسية سواء بالتعامل معها أو بإهمالها وما ترتب على كل حالة، والحساسية تعتبر نوعا من أدوات تحسين السلوك بين الأفراد دون إفراط أو تفريط لكي ينعكس تأثيرها الإيجابي عائلياً واجتماعيا وأحسبها من العمل الصالح.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الاعمال – بريطانيا
التصنيف: