الجمعة 17 رمضان لعام 2 هــ

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] يوسف اليوسف [/COLOR][/ALIGN]

\” كأنك تعنينا يا رسول الله ..فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا فأمض يا رسول الله لما أردت ونحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا أحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله.\”
بهذه الكلمات الصادقة القوية من سيد الأنصار سيدنا سعد بن معاذ استبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى لقتال قريش في موقعة بدر الكبرى .. وقد كان يعلم صدق الأنصار ولكنه كان يريد أن يعرف رأي الأنصار لأنهم عاهدوه صلى الله عليه وسلم على حمايته في المدينة المنورة وليس خارجها ..فتلك كانت كلمة سعد رضي الله عنه والتي كانت الفصل في السير للمعركة وعلى الرغم من قلة العدد والعتاد إلا أن قوة الإيمان الراسخ وتربيتهم في مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم جعلتهم من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه كيف لا وقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لمناديل سعد في الجنة خير من هذه ) الحديث ..
ورغم أن كلمة المهاجرين قوية ومطمئنة والتي قالها المقداد بن عمرو:\”يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : \” اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا هاهنا قاعدون \” ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه\”. إلا أنه أراد أن يسمع كلمة الأنصار وجاءت فاصلة ثابتة مطمئنة ومحفزة ومؤثرة ..
ولقد كان الهدف قبل الغزوة هو عير قريش واعتراضها وسلبها وهي القافلة التي يقودها أبو سفيان وقد وضعت قريش أموالها فيها .. فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم لها وانتدب المسلمين لمن أراد الخروج لها ..وتم الخروج .لكن الله تعالى لم يرد أن تكون غنائمهم بغارة على عير وبعير بل أن تكون بالمواجهة مع أعداء الإسلام ليشفي صدور قوم مؤمنين رغم قلة عدد المسلمين وعدتهم وعتادهم حيث كانوا حوالي ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً تقريباً .
لقد جمعت هذه العزوة معاني كثيرة منها أن الغلبة ليست بالعدد .. وأن النصر من عند الله سبحانه .. وأن المشورة والرأي من أسباب النجاح .. وأن المؤازرة وشد الأزر من المسلمين لبعضهم يقوي قوة الإرادة والعزيمة وبلوغ الآمال وأن الدعاء وشدة الابتهال لله والتضرع يكون معيناً على تحقيق النصر ..
عزيزي القارئ : هذه كانت جمعة غزوة بدر الكبرى .. وهذه جمعتنا نحن في هذا العصر 17 رمضان 1431هـ .. وصل الله جمعتنا هذه وأرواحنا بتلك الجمعة المباركة ..وجمعنا بنبينا صلى الله عليه وسلم بأهل بدر في مستقر رحمته ..فتعال معي نسترجع ونستلهم العبر والمعاني وقوة الإيمان من أهل بدر الذين كانوا سبباً في انتشار الإسلام فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو في بدر:( اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض .. اللهم نصرك الذي وعدت ) والحمد لله على ذلك.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *