الإنسان وقيامته
قد يبدو من الوهلة الأولى أن هناك خطأً في العنوان وقد يتبادر إلى الذهن أن المقصود قيمه وليس قيامته , لكن في الحقيقة أن الإنسان إذا تذكر قيامته ارتفعت عنده القيم وأصبح إنساناً بما تعنيه الكلمة من معنى.. إذن هناك علاقة طردية بين تذكر القيامة وأهوالها وعظائم أحداثها وبين الصلاح والاستقامة والقيم الإسلامية العالية.
ولكن دعونا نتناول ذلك الإنسان وقيامته !! فهل كل واحد منا سوف يعيش في الدنيا حتى تقوم القيامة ؟! نعم يا أحبتي سوف تقوم عليه وهو في الدنيا كل واحد منا!! وقد يتساءل البعض أليست الساعة قد أُخفيت حتى عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ففي حديث جبريل قال : ما المسؤول عنها أعلم من السائل ..
وبالتالي فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم وقت حدوث الساعة وهو مما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحداً.. ففي صحيح البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله )..ثم قرأ هذه الآية (إن الله عنده علم الساعة).الآية.
إذن فكل الأدلة من الكتاب والسنة تؤكد على أن علم الساعة وقيام الساعة لا يعلمها إلا الله وحده .. فكيف تقول إن كل واحداً منا سوف تدركه القيامة الآن !!!!
نعم أحبتي سوف يحدث ذلك لكل واحد منا وسوف تقوم عليه القيامة والساعة قال تعالى: (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ). الأعراف 34.
فالموت حق ولا بد من ملاقاته مهما طال بنا الأمد ، فالله خلق الأنفس وهو يتوفاها، له مماتها ومحياها.. ونخلص من ذلك أحبتي أن قيامة الإنسان هي ساعة وفاة وانقضاء أجله ساعة الاحتضار الرهيبة التي لا يوصفها وصف ولا يتخيلها إنسان وكل على حسب عمله وصلاحه واستقامته. هذه القيامة التي سوف يمر بها كل واحد منا، فيا أحبتي هل أعددنا شيئاً لقيامتنا ولساعتنا ؟!
التصنيف: