[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الفتاح الخطيب [/COLOR][/ALIGN]

كنا ولا نزال نطمح في رسم سياسة خارجية عربية مستوحاة من واقعنا العربي متفقة مع مصالح أمتنا وأهداف شعوبنا ، فقد علمتنا التجارب أن التسامح والتآخي مع الآخرين من غير ملّتنا ،ليس من شيمهم وإنما هو مغاير لأفكارهم الاشتراكية الشرقية والغربية والصهيونية وتأثيرإغراءتها على البشرية في التفاف المغرر بهم من البشر والشعوب والحاكم والمحكوم ومن حولهم ، حيث تنتظرهم الأخطار مستقبلاً نتيجة تسميم افكارهم بالغزو الفكري و نشر أفكارهم السياسية بين الشعوب وساستها وبخاصة الخصوم في ساحاتهم وهم امة العرب والإسلام .
إلا أنه والحال ما ذكرناه أصبح إفراطاً في المثالية والتواضع وإسرافاً في الهرب من مواجهة الواقع المُر الذي نحياه وتعيشه ساحاتنا العربية والإسلامية .لقد دعت الحاجة إلى التصدي لهذه البدعة الجديدة التي تنادي بالإصلاح عن طريق الفوضى ولنا في رسولنا الكريم – الذي أكمل الله به الدين -أسوة في الاقتداء به , فما ترك من خير إلا دلنا عليه وما ترك من شر إلا حذر منه , عاش 13 سنة في مكة المكرمة يُعـذَّب و أصحابه يقتلون , ومع ذلك لم تنقل كُتب السنة والسيرة أنه يوماَ دعا إلى الفوضى على قريش، بل كان يدعو أصحابه إلى الصبر والدعوة إلى الله.
إن السعي لنشر الفوضى وبدعوى الحصول على الحقوق المزعومة وغيرالمزعومة فساد في الأرض الذي حرّمته الشريعة الإسلامية بكافة أشكاله والوأنه ،قال الله تعالى : “ولا تعثوا في الأرض مفسدين ” وها نحن نشاهد في بعض بلاد المسلمين الاعتداء على الممتلكات والمؤسسات والمرافق العامة وازهاق أرواح الناس المحرّم الاعتداء عليها حتى في حالة الحرب لتعطيل مصالح الدولة وممتلكات الشعب باعتباره من الإفساد في الأرض.
إن الإسلام لا يعرف الفوضى وإنما يقرُّ الانضباط والهدوء ودرء المفاسد والسكينة في الوصول إلى الحقوق ، ، فهو دين يعترف بالنظام والانضباط ودرء المفاسد ،لأن التشريع الإسلامي أقرّ ل الحق في معاقبة الخارجين على القانون الذي تقرّه الأمة بأن يطبق عليهم حد الحِرابة لقوله تعالى :\”إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم \”.
إن الفوضى ما كانت يوما طريقاً لهداية الناس ، فمتى رجعت الأمة للكتاب والسنة ونضجت الشعوب حصل التغيير وأينع ثمره دون الفوضى التي هي أشد ما فتك ويفتك بالبلاد العربية والإسلامية . وإذا نظرنا إلى غير الدول العربية كالدول الشرقية والغربية و لم نسمع ونشاهد فيها يوما انقلابا أو حراكات شعبية منذ زمن ،والسبب لأن من يقوم بهذه الفوضى هو الذي لا يهتم بأمن وأمان شعبه ووطنه وأمته ولا يرعى ذمتها ، لأن الفوضى من أسباب تقويض الأمة والوطن وزرع الأحقاد بين الراعي والرعية والشعب ناهيك عن سفك الدماء والعداء بين المواطنين فيصيبها الوهن فتصبح لقمة صائغة لأعدائها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *