الأنموذج العالمي لحقوق الإنسان
[COLOR=blue]أ.د. حسن بن محمد سفر[/COLOR]
تناول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله,حفظه الله، في كلمته الضافية أمام مؤتمر مكة المكرمة الرابع عشر والتي عقدت في رحاب الرابطة والتي القاها نيابة عنه رعاه الله الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مفهوم حقوق الإنسان وكفالة الشريعة الإسلامية في تبيان أسسه وقواعده والمملكة العربية السعودية التي تشرف في خدمة الحرمين الشريفين والقادمين إليها من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها منهجها يقوم على أحكام الشريعة الإسلامية والتي استوحى من منهجها الشرعي الحقوقي هذه المفاهيم لذلك لا تعد مصطلحات حقوق الإنسان أمراً جديداً أو مستحدثاً في نظام الحكم في الإسلام بل تعد المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله تسير في منهج حكمها نظام قضائها على ترسيخ هذا المبدأ وإذا كانت هذه الحقوق بمفهومها في نظر غيرنا أن بدايتها هو اقرار جمعية الأمم المتحدة ميثاقها فان المملكة بقيادة ولاة أمرها أكدت وتؤكد على الالتزام والعمل بحقوق الإنسان التي جاءت بها الشريعة الإسلامية كما أنها تلتزم بالمواثيق الدولية والعهود والاتفاقيات انطلاقاً من كونها دولة تقوم أسس نظام الحكم فيها على الشريعة الإسلامية فلم يكن هذا المصطلح ولا نظام المملكة وهي تطبق الشريعة حديثة عهد بمفهومه وتطبيقاته وان كل محفل دولي ومؤتمرات عالمية تشارك المملكة فيها مبررة الدور الإسلامي التطبيقي للعمل به وتقدم الانموذج لهذا التطبيق انطلاقاً من الهدى القرآني والسنة النبوية فمشاركتها في التأسيس لهذه الحقوق دليل على نهجها الواضح في هذا المجال مستفيدة من التجارب الإنسانية الايجابية في مجال حقوق الإنسان بجميع صورتها وآلياتها الإسلامية والدولية والقانونية وإذا كانت العدالة والحرية والمساواة من الجمل البارزة لحقوق الإنسان فان الشريعة قد تكفلت بها أكثر من أي قوانين وتشريعات دولية معاصرة فالحقوق والإنسان مخزون تراثي حضاري يقدم كنموذج حقوقي في جميع أنظمة وقوانين الدولة السعودية وإن قراءاتنا للموضوع والنظر إلى التطبيق الواقعي ندرك من تفعيل وتطبيق ومتابعة من قبل ولاة أمر هذه الدولة وعلى رأسهم الملك وولي عهده حفظهما الله الذين يرعون حقوق الرعية وتحقيق الشرعية العملية لتطبيق حقوق الإنسان. انها كلمة ضافية تسجل في صحائف ووثائق حقوق الإنسان العالمية والله ولي التوفيق.
*أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة
التصنيف: