[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إسماعيل الشريف [/COLOR][/ALIGN]

لندسي ويليامز باحث ، محاضر اقتصادي ، وناشط أمريكي معروف ، ظهر في البرنامج الإذاعي الشهير اليكس جونز بتاريخ 3 ـ 5 ـ 2008 ، وقال آنذاك كلاما اعتبر جنونا ، فالعالم يعيش فترة ازدهار ، وسعر برميل النفط في حدود المائة والأربعين دولارا ، وتعرض في تلك المقابلة إلى تهكمات عديدة. ماذا قال لندسي ، قال إن الذي يحكم العالم ليس من نظن ، وليس من يظهرون على العلن ، وإنما هم أشخاص متنفذون للغاية يعملون خلف الكواليس ، ويخططون للعالم لإرضاء مصالحهم الشخصية ، والإبقاء على الولايات المتحدة كقوة عظمى ، وأضيف أيضا لحماية مصالح إسرائيل. يتقاطع لندسي مع هؤلاء الأشخاص ، ويسرون إليه ببعض المعلومات ، ويقول في بدايات عام 2008 ، أعلمه واحد من هؤلاء الأشخاص أن برميل النفط سيصل خلال أشهر إلى أقل من خمسين دولارا ، وستشهد الولايات المتحدة ركودا اقتصاديا طويلا خلال فترة بسيطة ، تتبخر خلالها العائدات النفطية التي حققتها دول الخليج والمستثمرة في الأسواق المالية والبنوك الكبرى. واستعمل لندسي عبارة فجة نقلها عن ذلك الشخص \”ستعود دبي كما كانت مدينة أشباح ، وستستهلك الولايات المتحدة نفظ الخليج بسعر رخيص\”. وكان مما قاله بأن الحديث عن قرب نضوب نفط العالم أمر غير صحيح ، ففي ألاسكا تم اكتشاف حقول نفط وغاز تكفي الولايات المتحدة مائتي عام ، ولن تقوم الولايات المتحدة باستغلالها إلا في الوقت المناسب ، بدليل أنهم يحقنون في الأرض كميات مهولة من الغازالطبيعي المتسرب بشكل يومي. مما قاله لنيدسي صحيح ، فالمبالغ الخيالية التي حققتها دول الخليج إبان ارتفاع أسعار النفط وظفت في الأسواق المالية أو البنوك ، وبالتالي بعد الركود الذي يشهده العالم وانهيار الأسواق المالية ، وبعض البنوك الكبرى تبخرت هذه الأموال.وقال أيضا إن العالم سيشهد مرة أخرى عودة روسيا كقوة عظمى ، فأمريكا تحتاج دائما إلى عدو حتى يعطيها الدافع والمحرك للتطور ، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1989 ، أفرز الإعلام الأمريكي عدوا جديدا هو الإسلام ، ونعرف ما حصل بعدها من حرب معلنة على العالم الإسلامي إبان حكم بوش الابن ، واحتلال وتدمير العراق ، ومحاصرة المنظمات الإسلامية الخيرية من خلال وضعها على قوائم المنظمات الإرهابية ، ونتابع حاليا وسائل الإعلام التي تتحدث عن ضربة إسرائيلية محتملة لإيران ، ولا تستطيع إسرائيل ان تقوم بمثل هذا العمل إلا بموافقة أمريكا.فالحقيقة تتقاطع مع الخيال ، ونبقى نحن معشر العرب مشاهدين للأحداث التي تجري بنا ، فالمؤامرات تحاك ضدنا ، والأحداث التي تجري تؤثر فينا وتشكل حياتنا ، ولكن ، أين نحن من كل ذلك ، إنهم يتحدثون عنا ، ويقررون فينا ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال \”يوشك أن تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، قالوا: أومن قلة يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل أنتم كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): حب الدنيا وكراهية الموت\”. فطالما العالم يحبك الدسائس لنا ونحن ما زلنا في مرحلة محاولة لرأب الصدع العربي ، وطالما ان العالم متفق علينا ، ونحن غير متفقين على موعد أو مكان انعقاد القمة العربية ، سنبقى كرة تتفاذفها المخططات.
الدستور الأردنية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *