اغتصاب الهوية العربية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمل عبدالملك[/COLOR][/ALIGN]
التقيت بأحد الشباب الذين أكملوا المرحلة المدرسية وشقّوا طريقهم الجامعي في إحدى الجامعات وتحدّثت معه عن وضع الشباب والتحديات التي تواجه الجيل الجديد وعمّا هي اهتماماتهم وماذا يعرفون من معلومات وماذا تمثل لهم اللغة العربية وهنا انصدمت من رد الشاب عليّ فقال لي: اللغة العربية لم نعد نعرف عنها شيئاً.. ولا تهمنا أصلاً.. وسألته إن كان يعرف أبسط قواعد النحو مثل المبتدأ والخبر والفعل والاسم فأشفقت عليه لأنه هزّ رأسه بالنفي وقال لي إنه درس في مدرسة أجنبية لم تكن تحرص على تعليمه قواعد اللغة العربية، وعرفت أن معظم إن لم يكن كل أقرانه من هذا الجيل لا تهمهم اللغة العربية وإنهم يتفاخرون بالحديث بالإنجليزية ويعتبرون أنفسهم متحضرين ويماشون التطوّر والانفتاح.. وإن البعض منهم أصبح يخجل من التحدّث بالعربية، ولم تنته إلى هنا المشكلة بل ما هو أهم أن بعض الشباب أصبح يخلع ملابسه التقليدية ويتبع الموضة الغربية والملاحظ أن عدداً كبيراً من الشباب أصبح يلبس تلك البناطيل الساحلة بالإضافة إلى ارتداء اكسسورات لا تتفق وعادات مجتمعنا وأخبرني الشاب الذي فتح ملفاً ساخناً وهو أن بعض الشباب يلجؤون إلى لبس (الكاجول) كما قالها وذلك ليتخلصوا من القيود المجتمعية ويمكنهم فعل ما يودّون بحرية فسألته مثل ماذا فأخبرني كأن يأتي بتصرّفات غريبة أو مشينة دون أن يحاسبه أحد مثل أن يخرج مع الفتيات أو يدخل أماكن غير لائقة وغيرها من التصرفات التي لا يمكن أن يقوم بها وهو مرتدٍ (الثوب والغترة والعقال).
وآخر ما صدمني به ذاك الشباب هو التعليمات التي يتلقاها الطالب في بعض الجامعات وبالحرف قال لي: إن في أول يوم له في الجامعة أخبرهم المدرس بأن التحدّث باللغة العربية ممنوع في الجامعة وأن عليكم كطلبة أن تسمعوا بالإنجليزي وتتحدّثوا وتكتبوا بالإنجليزي وأن (تفكروا بالإنجليزي) وأعتقد أن ذلك تسميم لأفكار الطلبة ولكن بطريقة حضارية ومشروعة فكيف تطلب هيئة التدريس من الطلبة طمس لغتهم الأم وكيف يطلبون منهم أن يتخلوا عن أفكارهم وأن يفكروا بالفكر الأجنبي والذي بالتأكيد به الكثير من المفاهيم التي لا تتفق وعاداتنا الإسلامية والاجتماعية !!
ألا تعتقدون أن ما يحدث مصيبة كبيرة وأن هويتنا العربية في حالة اغتصاب تام وأن الشباب في ضياع عن عروبتهم وفي جهل عن تاريخهم وفي انسلاخ من إسلامهم فكيف سيقودون المستقبل وكيف سيتحمّلون المسؤولية وماذا سيعلّمون أبناءهم وماذا سيخلفون للأجيال القادمة ؟.
– المحافظة على الهوية الإسلامية،العربية مسؤولية مشتركة لجميع الجهات المجتمعية.
– لابد من تعزيز اللغة العربية فمن لا ماضي له لا حاضر له وإن تخلينا عن لغتنا سنجد أنفسنا يوماً دون هوية.
– أن نتطور لا يعني أن نتخلى عن مبادئنا، ولا عن لغتنا ولا عن عاداتنا الإسلامية فهناك ثوابت يجب ألاّ نحيد عنها مهما كانت الأغراءات ساحرة.
التصنيف: