[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]

تحيط المملكة العربية السعودية شعيرة الحج والعمرة جلّ اهتمامها ورعايتها وتسعى جاهدة لتوفير كافة مستلزمات الرعاية الصحية والوقائية والأمنية والنظافة وتسهيل سبل أداء الحجاج لشعيرتهم بكل راحة وأمن وسلامة للقادمين إليها من كافة المعابر بالتنسيق المسبق مع الدول العربية والإسلامية لإيجاد حلول مناسبة تحد من انتشار مرض (فيروس انفلونزا الخنازير) سواء أثناء الحج أو العمرة أو طوال العام.
لا ننكر تزايد مسؤوليات المملكة واهتمامها اليوم بتحدي هذا المرض وانتشاره رغم استمرارها في واجباتها بحكم مسؤولياتها وموقعها الديني، فهي بلاد الحرمين الشريفين وهي التي تقدم الرعاية الصحية والخدمات الإنسانية لكل قادم لأداء هذه الفريضة المقدسة دون مقابل. لست هنا بصدد تعديد هذه الخدمات ونوعيتها ولا ما تنفقه المملكة سنوياً في الطرق أو الصحة أو الوقاية أو الأمن والسلامة لراحة ضيوف الرحمن. لكن نريد أن نشكر هذه القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله ورئيس لجنة الحج العليا النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز سلمه الله. وقد أتيحت لي الفرصة أول أمس للتشرف بلقاء معالي وزير الحج الدكتور/ فؤاد عبدالسلام الفارسي في مكتبه بجدة فوجدت في شخصه اهتماماً بالغاً يفوق ما نراه على معاليه في الأعوام السابقة، وكان حرص هذا الوزير يتغلب على القلق والترقب الموجود بيننا في جميع الأوساط من انتشار مرض فيروس انفلونزا الخنازير، اكتشفت في شخص معاليه الرغبة الأكيدة على تخطي كافة الصعاب التنظيمية والوقائية والخدمية وقلت بيني وبين نفسي حينها يا ليت هذا الحماس والثقة المتواجدة في شخص معاليه تنتقل بالعدوى إلى موظفيه في الوزارة وكافة مؤسساته لما كان عليه معاليه من جدِّية وحماس، تطرقت مع معاليه إلى أن هذا العام يالطبع يختلف عن الأعوام الماضية بكافة المقاييس فرد عليّ بلباقته المعهودة قائلاً والله نجاح الحج أو أي خطة لا تعتمد فقط على المسؤول، بل هناك عوامل كثيرة تتضافر لنجاحها، فوزارة الحج والصحة والإعلام والبلديات والمياه والمرور والأمن والسلامة تتضافر جميعها لأداء خدمات ناجحة تنبؤ عن نتائج باهرة يمكن أن تنتصر على أي وباء أو عدوى لو أُستغلت تلك الطاقات والحوافز والحماس في نفوس منسوبيها وانعكست على ميدان العمل. كما أكد معاليه على النظافة والتوعية الإعلامية والوقاية والسلامة والبعد عن الزحام وتوفر الأمصال والأدوية المضادة لهذا الفيروس البغيض، أشار معاليه بأن التسهيلات قائمة ودعم الدولة مستمر وهو يعكس دائماً أساس النجاح في كل موسم حج، وجدت في شخصه الحماس والرغبة الأكيدة على العطاء وبذل الجهود لنجاح هذا الموسم، لاشك أن حماس أي مسؤول والرغبة للتغلب على الصعاب يعكس شجاعة هذا المسؤول أمام تحدي تلك الصعاب. هنا أقترح على مؤسسات الطوافة توزيع كمامات على حجاجها وخاصة عند الطواف أو أثناء رمي الجمرات أو الخروج في الزحام، لابد أن نعد العُدة للحدث قبل وقوعه أسهل من الوقوع فيه ثم الانتظار للحلول، كما نقول دائماً الوقاية خيرٌ من العلاج. أيضاً نطالب معالي وزير الإعلام الدكتور/ عبدالعزيز خوجه بقيام وزارة الإعلام بواجبها بالتخطيط العاجل والمسبق لإيجاد برامج توعوية هادفة وبناءة تبث برامجها من اليوم وعلى مدار الساعة بكافة اللغات المختلفة في جميع القنوات الفضائية وبدون تحديد.. ونهيب بكافة الوزارات والجهات المسؤولية أن تأخذ مسؤلياتها على عاتقها وخاصة وزارة البلديات بالاهتمام بالنظافة والتشديد على أصحاب المطاعم بالالتزام بالقوانين المحددة لافتتاحها وإزالة المياه الراكدة وبالتحديد مياه المجاري والمداومة على رش المبيدات الحشرية وإيقاع المخالفات المجزية على جميع المتسببين. وطمأن معالي وزير الحج الدكتور/ فؤاد عبدالسلام الفارسي المواطنين والمقيمين بأن هناك زيادة في أعداد الحجاج ما يقارب 300.000 ثلاثمائة ألف حاج هذا العام رغم الهالة الكبيرة التي تحيط بانفلونزا الخنازير، كما أكد معاليه بأن المملكة العربية السعودية قادرة إن شاء الله بكافة إمكاناتها ورجالها على السيطرة على أي طارئ كما كانت المملكة سبّاقة دائماً في الماضي على السيطرة على الأمراض المعدية كما حدث عند انتشار مرض الطاعون في السابق.
نحن واثقون دائماً من أن الرغبة الأكيدة والتصميم والشجاعة والثقة تجعلنا دائماً قادرين على التصدي لمكافحة الأمراض المعدية، وبالمناسبة أشكر معالي وزير الحج على استقباله وصراحته وثقته في إمكانات وزارته بالتنسيق مع الجهات المسؤولة، وقد أراحتني مقابلة معالي الوزير التي توحي عن رغبة أكيدة في مقابلة كافة الصعاب المحدقة بموسم الحج بكل كفاءة واقتدار. كما يحضرني مثل شعبي عند أهل مكة يقول: (ياما يمر على الحج ويحج).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *