إن العالم يتغير.. مجرد فكرة

زين امين

زين امين

وقامت الدنيا ولم تقعد .. وخرجت المظاهرات في كل مكان حول العالم .. وتصاعدت الاحتجاجات .. وتوالت الاعتداءات .. وانقسم العالم والسكان بين مؤيد ورافض .. ومتفرج .. ومستفيد .. وانعقدت البرلمانات .. وهيئات التشريع في الدول .. ودرست وتداولت الموضوع منظمات المجتمع المدني .

كل ذلك حدث بسبب مقاومتنا للتغيير.
وتكمن المشكلة هنا بسبب فكرة بسيطة في شكلها ..وعملاقة في مضمونها .. انه تطبيق هاتفي.. لوحي لتسهيل التواصل ( الاتصال) بين احتياج.. انسان لسيارة اجرة لمشوار .. واخر لديه سيارة يود العمل في هذه المهنة ولكن باسلوب مبتكر ..
انها شركة اوبر … الامريكية.

لقد كانت المقاومة الاشد من اصحاب التكاسي (سيارات الاجرة ) التقليديين بما لهم ..وما عليهم. من معاناة الناس في التعامل معهم .. في جميع انحاء العالم الا القلة القليلة منهم جدا .. والمقاومة الاخري كانت من فئات المجتمع المتحفظ غير القادر علي التأقلم مع المتغيرات .. اما الجانب الاشد مقاومة واعتراضا للفكرة .. فكانوا بعض المشرعين ..والمنظمين .. والجباة للرسوم والضرائب ..

واخيرا حسم الوضع .. وفرض التغيير نفسه بقوة على سطح الكرة الارضية.
ولقد اصابتني الدهشة .. والمفاجأة وانا اقرأ خبر شراء حصة ضخمة من اسهم شركة .. اوبر .. من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي بمبلغ 3.5 مليار دولار امريكي ..

وتساءلت الهذا الحد هذا المشروع يغري دولا للاستثمار فيه ؟؟! وبمحض الصدفة نشرت قناة العربية تقريرا مقتضبا عن شركة .. اوبر .. الخص لكم اهم نقاطه ..
* انشئت الشركة بمبلغ 200 الف دولار قبل سبع سنوات.
* تقوم الشركة بنقل مليون عملية توصيل يوميا في 70 دولة حول العالم
* يبلغ عدد موظفي الشركة 6700 موظف وخدماتها تغطي 449 مدينة حول العالم.
* قيمة الشركة الحالية تتخطي عشرات المليارات من الدولارات.
ومن باب الفضول والحاجة ..استعملت نظام ..اوبر .. لخدمات التوصيل .. وناقشت السائقين واصحاب السيارات ..وسألتهم ..عن مدي رضاهم عن هذا العمل ..؟؟ وكانت اجاباتهم ..
* العمل مجز ماديا ..
* احدهم قال لي انا اعمل ..ولا اعمل. ليس لدي دوام رسمي انا الذي اقرر متي اعمل ..وانا رئيس نفسي .. انا ..حر .. !!!”
* وقال اخر استمتع بالعمل لان دائرة معارفي تكبر ..وتكبر .بالركاب .. والذين يصبحون اصدقائ ..
* واخرون قالوا ان .. عملهم الاساسي هو الطب .. والمحاماة .. وموظفون عاديون يعملون في الشركات والمؤسسات الحكومية ..
* واحدهم قال لي هذه وسيلة لتحقيق حلمي الكبير ..وهو تجهيز مكتب خاص بي للعمل بالاستيراد والتصدير .. وسأتمكن من ذلك بفضل اوبر .. باذن الله.

وسرحت بفكري وتساءلت اين شبابنا من هذه الفرص العظيمة ..؟؟
اما سؤالي الثاني فكان ..هل التقدم والتطور التكنولوجي يدمر الفرص الوظيفية التقليدية ..ويساعد علي شح الوظائف ..ويزيد من معدلات البطالة ..ويقود الي الفقر ..والتعاسة .. ؟؟
ام ان هذا الامر يقتصر علي دول العالم الثالث ولماذا .. ؟؟!!

ان واقع الامر ..ان التخلف التكنولوجي في دول العالم الثالث ..هو السبب الرئيسي للبطالة ..حيث ان الانتاج الحديث يتطلب استخداما مكثفا للتكنولوجيا في جميع مناحي الحياة .. وبالضرورة في جميع الصناعات المختلفة سواءا كانت زراعية .. او صناعات السيارات .. اوصناعات النسيج .. او صناعات الطعام .. الخ ..

ان توظيف التكنولوجيا في الصناعة واستبدال المهارات اليدوية التقليدية والاستعاضة عنها بالتكنولوجيا الحديثة يكسبها جودة واتقانا ..ويفتح فرصا وظيفية عملاقة ..

وتجدر الاشارة هنا ان العصر التكنولوجي.. والرقمي .. الحديث .. اتاحا انتاج صناعات جديدة مختلفة لم تكن مطلوبة او موجودة اصلا .. مثل صناعة الافكار .. والتطبيقات الهاتفية .. وتطبيقات خدمات العملاء ..والادارة والتشغيل والتعليم والتعلم .. وغيرها ..الخ

هذه الصناعات ستكون بؤرة ..وبركان الثروات الحقيقية في المستقبل ..
من كل ما سبق نستنتج ..
* ان التغيير قادم وحتمي ولا بد وان يقتحم العالم الثالث وبقوة لكي تنهض شعوبه وتقارع اقتصاديات المعرفة في العالم المتقدم.
* ان الافكار الصغيرة والبسيطة يمكنها ان تتحول الي ثروات عملاقة في الاقتصاد العالمي ..
* واننا في حاجة الي تغيير نظم التعليم لترتكز علي اسس ..التخيل .. و الفكر الناقد .. والابداع الحر .. وان ينمي مهارات التساؤل ..وعدم الاستسلام واخذ الامور علي علاتها ..

وان نشجع ابناءنا ..وبناتنا ..واطفالنا .. ان يفكروا ويفكروا .. ويفكروا …
إن العالم تغير ..

التصنيف:

One Response

  1. تحية عطرة استاذ زين ..
    ارى ان انتشار البطالة سببها التغيير كما تفضلتم دون ادنى دراسة عن الاستعاضة بالكوادر البشرية وايجاد البدائل عنهم بالبدائل التقنية ، وتلك مشكلة كبيرة نرى عائدها على المجتمع .
    في المستقبل سيتم نقل الافراد وتوصلهم في عالم افتراضي رباعي الابعاد ، فلن تحتاج لحضور اجتماعات او لمقابلة الحبيب مثلا .
    سيكون في موسوعنا تجربة الروائح والعطور قبل شرائها بجهاز صغير يضخ رائحة برمجية .. او سيجارة الكترونية نشحنها بمختلف النكهات عن طريق الشبكة .
    واحتمال اننا لن نزور الطبيب بعد الآن فسيكون بمقدوره عمل الفحوصات اللازمة للعلاج ومعالجة المريض عن بعد .
    كل ذلك واكثر من الوان التغيير والتطور وهل باستطاعتنا مواكبة العصر ؟ ! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *