إن العالم يتحول …مناخ الابداع …

زين امين

كنت في زيارة الي ابني زياد .. فلاحظت حفيدي الصغير .. زين .. يفر باصبعه الصغيرة شاشة الهاتف او الكمبيوتر اللوحي وعندما تصدح الموسيقي .. يرقص طربا .. ويفره مرة اخري ويغني .. وثالثة يرسم باصبعه .. وهكذا كل مرة يجري اصبعه على شاشة الجهاز اجده يتفاعل مع المواقع والتطبيقات التي تظهر امامه عشوائيا .. ووجدت في حركاته هذه .. انه يفجر طاقاته الكامنة وابداعاته دون ادراك او وعي منا او منه.

واخذت افكر واتساءل .. كيف سيكون مصيره عندما يبدأ الدراسة والتعامل مع المناهج المدرسية .. وهل ياترى هذه الكتب والمناهج حتيى لو كانت الكترونية ستتيح له الفرص لاطلاق قدراته واهتماماته الابداعية والابتكارية؟

وماذا سيكون عليه الحال اثناء دراسته الجامعية. ؟ وما هي الفجوة التي ستواجهه بين ما تعلمه من لوحه التكنولوجي اثناء طفولته وما تقدمه له الجامعة من علوم وفرص بحثية لاطلاق قدراته الكامنة في تلك المرحلة ؟ وهل ستكون اساليب التعليم والتعلم قادرة علي صقل مواهبه وتطبيق مهاراته التي تعلمها وهو طفل ؟ . وهل سيكون لديه المساحة الزمكانية والمناخ الذي يسمح له بممارسة هواياته واشباع رغباته الابداعية مهما تنوعت ؟

ولكن يا سادة .. هذا التحدي سيرافق ابناءنا ايضا اثناء عملهم وممارسة مهام وظائفهم .. واقصد هنا .. هل سيجدون المناخ الملائم لممارسة ابداعاتهم الوظيفية واطلاق قدراتهم وطاقاتهم في العمل الوظيفي الذي يعملون فيه؟ .

يقول خبراء التنمية البشرية .. ان التحدي الذي يواجهه دائما قادة تنمية وتطوير القوي البشرية في الشركات .. هو فقد وانتقال الكفاءات من شركة الي اخري ..ومن وظيفة الي اخري .. والامر الآخر .. هو موضوع ولاء وانصهار الموظفين في تنفيذ اهداف واستراتيجيات منشآتهم .. والامر الثالث هو ضعف وتدني الانتاجية ..

والاعتقاد السائد دائما عند بعض الشركات هو ان الموظفين يتقاعسون بسبب عدم رضاهم عن الرواتب والمزايا التي يحصلون عليها .. الا ان الحقيقة المستقرة وراء هذه الاسباب ..هو ان الموظف لم يجد احلامه تتحقق داخل المنشأة التي يعمل بها .. فبعض تلك المنشآت عادة تعتبر منسوبيها مجرد موظفين وليسوا ..” بشر ” .. لهم طموح وقدراتهم الكامنة ومتطلباتهم لاثبات وجودهم .. وبالتالي هذه الامور تحتاج الي مناخ اعمال يوقظ الطموحات ويفجر الطاقات الابداعية لدي اولئك البشر …

واخيرا … اري ان مناخ الاعمال في المنشآت .. هو مكان .. وانسان .. وطقوس وممارسات ادارية .. تسمح بمساحة مكانية كافية لابداعات كل انسان داخل المنشأة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *