علي محمد الحسون

أذكر قبل سنوات وكان في زيارة للمدينة المنورة عندما ذهب إلى أحد الأسواق مختلطاً بالمواطنين طالباً من كتيبة الحراسة البُعد عنه وتركه مع أبناء شعبه أذكر أن اعترضت طريقه سيدة حاملة لطفلها فتوقف وراح يستمع إليها في حنو الأب لابنه وفي حرص الحاكم على رعيته فكان أن لبَّى لها مطالبها.. كانت الصورة ولا زالت مرسومة في مخيلتي رغم البعد الزمني لها، لهذا عندما أُعلن عن تقديم وسام الأبوة له لم يكن هذا غريباً أبداً فهو بالفعل تجاوز في تعامله الإنساني والأبوي كل خطوط التعاون المعروف فهو حريص على إعطاء الآخر سواء كان طفلاً أو شيخاً كبيراً فنحن نراه عندما يستقبل ذلك الشيخ ويساعده في \”الجلوس\” أمامه لكي يستمع إلى شكواه وإلى معاناته ويلبي له مطالبه التي أتى من أجلها.
إن عبدالله بن عبدالعزيز الإنسان يسبق أي صفة قد تعطي له أنه ملك القلوب قبل الأجساد: إن براءة الأطفال الذين احتضنهم لهي الدليل القاطع على صدق نيته وكبر نفسه وعطفه على الصغير واحترامه للكبير:
إن الاعتراف بأبوته لأطفال العالم العربي لا تكفي أنه أب لكل أطفال الإنسانية: حفظه الله ورعاه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *